الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
ليس لدى الولايات المتحدة سبب مقنع للاحتفاظ بعشرات الآلاف من القوات في الخليج العربي والعراق وسورية، وعليها أن تتبع الانسحاب من أفغانستان بالانسحاب الكامل للقوات الموجودة حالياً في هذه البلدان.
هناك عدد متزايد من الحجج الداعية إلى إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط اعترافاً بحقيقة أنه لا توجد مصالح حيوية تتطلب بقاء القوات الأمريكية منتشرة هناك.
العديد من هذه القوات هي في الأساس كالبط الجالس لا تعمل شيئاً، وفي بعض البلدان غير مرغوب فيها، الضربات الجوية الأخيرة لإدارة بايدن في العراق والهجمات الصاروخية الانتقامية على قاعدة أمريكية في سورية يذكرنا أن استمرار الوجود العسكري لحكومتنا في العراق وسورية يعرض الأمريكيين للخطر مقابل لا شيء.
ما تبقى من وجودنا العسكري في المنطقة زائد عن الحاجة و يزعزع استقرارها، وأوضح روبرت مانينغ وكريستوفر بريبل أن الافتراضات القديمة وراء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة لم تعد لها ذات الأهمية: “الافتراضات الأساسية التي تقوم عليها سياسة الولايات المتحدة كانت لضمان تدفق النفط، والحفاظ على أمن “إسرائيل”، ومنع صعود قوة مهيمنة، ومكافحة الإرهاب، أما الآن انقلبت هذه الافتراضات بسبب الحقائق الجديدة “.
باختصار المنطقة ليست مهمة للولايات المتحدة كما كانت من قبل، ومصالح الولايات المتحدة ليست كبيرة أو مهددة بشكل خطير لدرجة أن الوجود العسكري سيكون مطلوباً لتأمينها.
قدم معهد كوينسي وثيقة تقول: “لا يوجد خصم إقليمي خارجي من شأنه الإضرار بهذه المصالح الأساسية للولايات المتحدة، لا يمكن لأي بلد أن يثبت هيمنته بشكل معقول في الشرق الأوسط، ولا يمكن لقوة إقليمية إغلاق مضيق هرمز وخنق تدفق النفط، وبقدر ما قد تحتاج الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً، فإنها لن تحتاج إلى وجود عسكري دائم في المنطقة للقيام بذلك “.
وتزعم وثيقة المعهد أن الولايات المتحدة تدعم “توازناً دقيقاً للقوى يعزز الاستقرار الإقليمي، ويحمي حلفاء أمريكا”، لكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة ليس لديها حلفاء ملزمة بحمايتهم، لقد أدى تساهلنا وتسليحنا لعملائنا الإقليميين إلى زعزعة استقرار المنطقة من خلال تأجيج الصراعات في اليمن وسورية، ويُظهر السجل أن الولايات المتحدة استخدمت قواتها المسلحة لتدمير ميزان القوى الإقليمي عندما غزت العراق عام 2003 ، وأن الوجود العسكري المستمر لم يفعل شيئاً لتعزيز الاستقرار الإقليمي منذ ذلك الحين.
لقد طال انتظار الانسحابات من كل من العراق وسورية، في العراق تعترض الحكومة بشكل روتيني على انتهاكاتنا لسيادتها عندما يهاجم جيشنا جماعات تابعة لقواتها الأمنية.
هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الحكومة العراقية تريد خروج قواتنا من البلاد، الوجود العسكري الأمريكي موجود ظاهرياً لمحاربة فلول داعش، لكن هذا شيء يمكن للقوات العراقية فعله الآن من دون مساعدة الولايات المتحدة، وليس لدى الولايات المتحدة سبب للبقاء متورطة في هذا الصراع، إن وجودنا العسكري في سورية غير قانوني وانتهاك صارخ لسيادتها، ولا علاقة له بأمن الولايات المتحدة أو حتى بأمن حلفائنا، ويؤدي وجودنا العسكري في الشرق الأوسط إلى مزيد من الصراع ويسمح بتدخلات غير ضرورية.
لا تحصل الولايات المتحدة على فائدة أمنية تذكر من إبقاء قواتها في المنطقة، والتكاليف باهظة وتستمر في الازدياد، وإن خطر اندلاع حرب جديدة مع إيران قائم دائماً طالما بقي جيشنا على مقربة شديدة من القوات الإيرانية والوكلاء، ومن المرجح أن تقزم الآثار المزعزعة للاستقرار لتلك الحرب الضرر الناجم عن حرب العراق، ولن يكون الانسحاب العسكري الأمريكي الكامل من الشرق الأوسط حلاً سحرياً لمشكلات المنطقة وصراعاتها، لكنه من المرجح أن يقلل التوترات ويزيل أحد دوافع عدم الاستقرار الإقليمي، وستكون الولايات المتحدة خالية من العبء غير الضروري والمكلف.
بقلم: دانيال لاريسون
المصدر:
Antiwar