ربما لا نعرف الكثير عما جرى خلف ستارة اتحاد كرة القدم، وما دار في كواليس المشاورات، قبل الإعلان عن اختيار المدرب نزار محروس للإشراف على منتخبنا الأول، في مغامرة البحث عن تذكرة تأهل تاريخي لمونديال قطر 2022.
لكننا في الوقت ذاته نتلمس بعضاً من جدية الاتحاد في وضع حد للمرحلة والتجربة السابقتين اللتين كانتا قاسيتين ومريرتين في آن معاً، مع الرغبة في فتح صفحة جديدة في التعامل والتعاطي مع المنتخب والآمال المعقودة عليه.
ولا شك في أن إصلاح ماأفسده الدهر لن تكون أدواته عند العطار بمفرده، بل عند جميع الأطراف والجهات المعنية، مايستلزم التكاتف وتضافر الجهود والالتفاف حول الهدف الكبير الذي تنشده كرتنا وجماهيرها، ومع ضيق الفسحة الزمنية للتغيير وتعديل المسار وضبط البوصلة في الشؤون الفنية لمنتخبنا، فلابد من الواقعية والعقلانية، بعيداً عن الاستغراق في التفاؤل وشطحات الخيال، فكرة القدم تقوم على العلم والمنطق وتراكم الخبرات الإدارية والفنية، والتأسيس على ضوء المعطيات والإمكانات المتاحة، وليس على التطلعات والأحلام التي تتحول إلى عامل ضغط على القائمين على منتخبنا، غالباً ما تكون آثاره عكسية!!.
تبدو مهمة المدرب الوطني إسعافية أكثر منها علاجية، ذلك أن ماينقص كرتنا للحاق بالركب العالمي أوسع بكثير من إمكانيات أشهر مدربي العالم وأكثرهم خبرة وكفاءة، فجوانب الخلل تتعلق بأمور تنظيمية وإدارية وبنية تحتية ونظام مسابقات وأسلوب اكتشاف المواهب وإعدادهم وتحضيرهم فنياً وبدنيا وتكتيكياً، إلى جانب الافتقار للعقلية الاحترافية وغياب الثقافة والشخصية الكروية.
مابين السطور- مازن أبو شملة