الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
عرض مسرحية آخر الرايات” لمدة نصف ساعة كتابة النص والديكور والتمثيل وإخراج تمام العواني حيث يقدم لأول مرة في واسطة العقد بعد العاصمة دمشق تسير الأحداث خفيفة بسيطة ورشيقة متسلسلة ولطيفة وكأنها نسمة باردة في الصيف الحالي بدأت المسرحية من العقدة يعرضها بمفرده في قصة مترابطة تجري أحداثها يومياً في كل الأماكن ويشعرك بالبهجة والفرح بإدخاله أغانٍ مع مؤثرات صوتية للمطر والرصاص والهواء العاصف استضافتها صالة مطرانية الروم الأرثوذوكس الأثرية.
تبدأ القصة من الحبكة لرجل فقير يتحدث مع نفسه بطريقة منولوج داخلي حيث يعاني من أمراض القلب والسكر والضغط بينما الكهرباء قطعت أوصالها لذا يعيش على ضوء الشموع المتناثرة في الغرفة وجادت الطبيعة بخيراتها من الأمطار في الخارج لتزيد الطين بله بتسرب المياه من سقفها فيما ينتظر تكريمه بعد تقديمه أعمالاً مميزةً على خشبة المسرح قضاها واقفاً عليه ثلاثة عقود ممثلاً ومخرجاً.
ويحاكي نفسه بأنه قدم أعمالاً كبيرةً بدءاً من شكسبير وهاملت مستعيداً ذكريات كثيرة تطرق مخيلته عندما كان في الفرقة وشغف حباً بفتاة تدعى عفاف كانت معهم وشاركه بحبها كل واحد من الأعضاء تعلقوا بها على طريقتهم الخاصة لكنها كانت تهوى شاباً آخر من خارج الفرقة وتنال التكريم حيث تدخل مرتدية ثياباً ثمينة.
لكن أجمل ما قدمه العرض ارتجال العواني مقاطع أدخلها أثناء أداء المشاهد استلهمها من وحي المكان والحضور وأدخلها ضمن النص برشاقة دون تكلف أو إضرار به لابل خدمته ويتابع المشاهد متسائلاً: عن أسباب تكريم فنانة غير معروفة ممثلة بعفاف تحمل صفات الأنانية وتبحث عن مصلحتها ويعود بالحديث لما قدمه كبار المسرحيين والكتاب بدءاً من شكسبير وأبو خليل القباني الكاتب والملحن المتنور لكن سعيد الغبرا انتقده ووقف أمام الوالي فأصدر قراراً بحرق مسرحه متابعاً عن شخصيات أنارت الطريق ومنهم سعد الله ونوس وفواز الساجر والكاتب ممدوح عدوان وقد قدم صورهم الواحد تلو الآخر داعياً لتكريم المبدعين في كافة المجالات في حياتهم وليس عندما يوارون الثرى.
المسرحي والكاتب فرحان بلبل تناول حديثه بأنَّه حضر العرض لسببين الأول: النشاط الثقافي في الكنيسة ما يعني بأنها ذات دور هام تنويري أخذت دورها بتقديم نشاطات بمستوى عالٍ والسبب الثاني: متابعة العرض وقد اعتبره عرضاً ماكراً ملخصاً قصته بأنه يحكي عن رجل دعي للتكريم ولم يستطع الذهاب لسبب ما وفي الحالة ذاتها وبتحليله وجده انطلق من فكرة الغدر مقابل الوفاء لكن انتهى بانتصار الوفاء بإبداع.
أما المخرج حسن عكلة فأشار خلال حديثه بأن العمل المسرحي مؤسس على فكرة ناقدة نافياً تحوله إلى دور حكواتي على المسرح كما نعته أحد الحضور بل قدم عملاً مسرحياً درامياً شيقاً بكل خصائصه وامتاز عن العروض الأخرى بأنه ممثل يعيش أزمته ومحنته ويحمل جميع مقومات الممثل الوحيد وشرط العرض الوجدانية لشخص يعيش وحيداً غير قادر على إجراء المحاكاة مع الواقع المعاش وعلى الأساس ذاته يمكن تقييم العمل بأداء دوره باقتدار واستطاع أن يتأثر ويؤثر عبر تجاربه وعروضه السابقة وتمكن من خلق الوحدة العضوية للعرض من خلال عملية تجانس أصبحت الشخصية درامية وشعرنا بالتواصل فيما بيننا.