الكثير من القضايا والأزمات التي نعيشها لاتجد طريقها الى المعالجة في هذه المرحلة لأننا مازلنا في حالة حرب ولأن موارد الدولة قليلة جداً بسبب الدمار الذي تعرضت له المشاريع والمنشآت والمصانع الإنتاجية، إضافة للسرقات الممنهجة لنفطنا وقمحنا من قبل الاحتلال الأميركي وميليشيا قسد التابعة له.
لاشك في أن موارد الدولة ضعيفة بعد عشر سنوات من الحرب، وهذا ما يمنع الحكومة من معالجة قضايا عديدة، بما في ذلك مشاريع خدمية وتنموية متعثرة أو متوقفة بسبب عدم إمكانية تمويلها ..لكن في المقابل هناك موضوعات وقضايا عديدة وفِي غاية الأهمية ومعالجتها لاتحتاج لأموال إنما تحتاج لإرادة قوية.. من هذه القضايا قضية الإصلاح الإداري ومن ضمنها طريقة اختيار الأشخاص لتولي المناصب والمواقع المختلفة بناء على أسس ومعايير موضوعية.
وقضية أخرى في غاية الأهمية وتحتاج الى معالجة نقضي من خلالها على كل أشكال الخلل والإفساد والفساد الناجم عنها لأسباب عديدة سبق أن تحدثنا عنها، إنها قضية إيصال الدعم الذي تقدمه الدولة لمستحقيه حصراً، سواء في مجال الخبز أو المشتقات النفطية أو غيرها، فمثل هذه المعالجة الضرورية لاتحتاج لاعتمادات وأموال إنما تحتاج لإرادة جادة وإدارة صحيحة.
وأيضاً قضية التعاون والتنسيق بين الجهات العامة حول الكثير من الأمور المشتركة والمتداخلة فيما بينها، حيث إن معالجتها بما يؤدي الى خدمة المواطن وإلى حل الكثير مما يعانيه والى تسريع وتسهيل الكثير من الإجراءات المتعلقة بالخدمات والاستثمار وإلى تحسين واقع الإنتاج لاتحتاج هي الأخرى لموارد واعتمادات مالية إنما تحتاج لإرادة وصدق وحرص وتشبيك صحيح عند القائمين على جهاتنا العامة أو من يكلفونهم بذلك.
وأختم بالتأكيد مجدداً على أن المرحلة القادمة تحتاج لعمل مختلف عن السابق ..عمل يتناسب مع الظروف الصعبة التي نعيشها والآمال المشروعة التي ننتظر تحقيقها.
على الملأ – هيثم يحيى محمد