الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
استهلّت قطر مشوارها كضيفة في بطولة الكأس الذهبية لمنطقة كونكاكاف في كرة القدم، بتعادل مع بنما 3-3، ضمن المجموعة الرابعة في هيوستن.
وتخوض قطر البطولة المخصّصة لمنتخبات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، بعد حصولها على بطاقة دعوة ضمن تحضيراتها لاستضافة مونديال 2022 نهاية العام المقبل.
وتقدم العنابي ثلاث مرات في المباراة، لكنه أفسح المجال لبنما بالعودة.وتأخرت المباراة المقررة في هيوستن نحو ثلاث ساعات، بسبب ظروف الطقس.
تقدّمت قطر، بطلة آسيا 2019، في الدقيقة 48، عندما هزّ أكرم عفيف الشباك بتسديدة صاروخية قريبة. وعادلت بنما برأسية ذكية من رولاندو بلاكبيرن (51).لكن المعز علي، أفضل لاعب وهداف كأس آسيا، استعاد تقدم القطريين بعد دقيقتين، مترجماً بتسديدة أرضية تمريرة جميلة لعفيف (53).
وعادلت بنما مستفيدة من تردّد دفاعي قطري، وعبر بلاكبيرن أيضاً الذي سجّل في مرمى الحارس مشعل برشم مرة ثانية (58)، لتهتز الشباك أربع مرات في عشر دقائق.بعدها بخمس دقائق، حصلت قطر على ركلة جزاء ترجمها القائد حسن الهيدوس على طريقة بانينكا (63)، لكن عبد الكريم حسن كلف فريقه ركلة جزاء ترجمها إريك ديفيس معادلاً النتيجة مرة نهائية (79)، في ظل اهدار محمد مونتاري فرصة أخيرة كانت كفيلة بتحقيق الفوز.
وكانت بنما، المصنفة 78 عالمياً (قطر مصنفة 58)، قد شاركت في 2018 للمرة الأولى في تاريخها في كأس العالم وخرجت من دور المجموعات بثلاث هزائم.
وأعقب تتويج قطر بلقب كأس آسيا خوضه العديد من المنافسات الدولية، منها بطولة كوبا أميركا بالبرازيل في 2019، وتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022 التي واجه خلالها منتخبات أوروبية، بعد دعوته للمشاركة فيها ضمن إعداد منتخب البلد المضيف للنسخة المقبلة من المونديال.
يشار إلى أن منافسات النسخة المقبلة من كأس العالم ستنطلق في 21 تشرين الثاني 2022، حيث يلعب المنتخب القطري مباراة الافتتاح على استاد البيت، الذي يتسع لـ 60 ألف مشجع، وتختتم منافساته في استاد لوسيل بحضور 80 ألف مشجع يوم 18 كانون الأول 2022، تزامناً مع احتفالات قطر باليوم الوطني.
وفي المجموعة عينها، فازت هندوراس على غرينادا 4-0.
وفي الجولة المقبلة السبت، تلعب قطر مع غرينادا وهندوراس مع بنما.
ويتأهل بطل ووصيف كل من المجموعات الأربع إلى ربع النهائي من البطولة المقامة في الولايات المتحدة حتى 1 آب المقبل.
يذكر أن النجم القطري المعز علي، هداف نادي الدحيل، دخل تاريخ كرة القدم من أوسع الأبواب، بعد أن بات أول لاعب يحرز أهدافاً في ثلاث بطولات قارية مختلفة.وسجل المعز الهدف الثاني لمنتخب بلاد في شباك بنما.وفي 2019، حصد نجم العنابي جائزة هداف بطولة كأس أمم آسيا برصيد 9 أهداف، برقم قياسي على صعيد البطولة القارية، تجاوز من خلاله رقم علي دائي، أسطورة الكرة الإيراني وهداف أمم آسيا عام 1996 برصيد 8 أهداف.وفي العام ذاته، نجح اللاعب الذي خاض 91 مباراة مع فريقه المحلي الدحيل، أحرز خلالها 29 هدفاً، في التسجيل خلال مشاركة منتخب بلاده في منافسات كوبا أميركا، عندما أحرز هدف المنتخب القطري الأول في شباك باراغواي.
هذا وتحمل بطولة الكأس الذهبية طموحات منتخبات أميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي، لبلوغ العالمية وإثبات مدى التطور الذي بلغته موازاة مع العمل المتواصل الذي تؤديه، حيث أضحت المنافسة بالغة الأهمية، وتقليداً مثيراً تجتمع فيه خبرة منتخبات كبيرة وثانية صاحبة إرادة تبحث عن التألق.وتداول 25 منتخباً على تحقيق لقب المنافسة منذ انطلاقها سنة 1963، حيث شهدت بداياتها مفاجآت صنعتها منتخبات صغيرة، على غرار هايتي وكوستاريكا، قبل أن يستلم منتخبا الولايات المتحدة والمكسيك المشعل باستحواذ كامل على الألقاب.وكانت البداية سنة 1963 بدولة السلفادور، وهي النسخة الأولى التي نظمها اتحاد أميركا الشمالية لكرة القدم، حين كانت المسابقة تُسمى كأس منتخبات كونكاكاف، حيث نجح منتخب كوستاريكا في التتويج بطلاً على حساب البلد المنظم، في وقت خطف منتخب جزر الأنتيل الهولندية المرتبة الثالثة.وشهد تنظيم المنافسة تذبذباً بين الفينة والأخرى، لأسباب سياسية وأمنية وحتى مادية، وبالرغم من أن اللوائح كانت تقتضي في أن تُلعب كل سنتين، غير أن استثناءات اضطرت تأجيلها في أكثر من مناسبة.
ويمتلك المنتخب المكسيكي الأسبقية بصفته الأكثر تتويجاً بلقب الكأس الذهبية، بفضل عراقته وتاريخه الكبير في كرة القدم اللاتينية، فكانت البداية خلال النسخة الثانية، سنة 1968، حيث تفوق على منتخب غواتيمالا ليبدأ مشواراً حقق فيه 11 لقباً.وعاد منتخب (إل تري كولوري) سنة 1971 ليتوج على حساب هايتي، ثم أعاد الكرة في 1977 أمام نفس المنتخب، وبعد غياب طال لغاية 1993، أسقط المكسيك منتخب الولايات المتحدة ، وفي النسخة الموالية في 1996 فاز ضد البرازيل ليؤكد سطوته، قبل أن يعود في 1998 ضد أميركا مجدداً.
وبصفته المنتخب الأقوى في المنافسة، لم يتوقف عن حصد الألقاب، حيث جدد تفوقه على المنتخب البرازيلي سنة 2003، وبعدها بست سنوات تغلب على أميركا وأكد تفوقه ضدهم في 2011 أيضاً، ليختتم سلسلة تتويجاته بآخر لقبين في 2015 أمام جمايكا ثم آخر نسخة في 2019 أمام الولايات المتحدة .واحتل منتخب بلد العام سام وصافة أكثر المنتخبات تتويجاً بالكأس الذهبية، بعد أن جمع 6 كؤوس بداية من سنة 1991، على أرضه وأمام منتخب هندوراس بركلات الترجيح، ليفتتح مساراً عنوانه النجاح.وانتظر المنتخب الأميركي لغاية سنة 2002، ومرة أخرى على أرضه، ليحسم اللقب لصالحه أمام منتخب كوستاريكا، ليقترن نجاحه بتنظيم المنافسة على ملاعبه فقط، فعاد لمعانقة الكأس سنة 2005 بتفوق ضد بنما، وفي النسخة الموالية سنة 2007 أمام منافسه الأول منتخب المكسيك.وغاب منتخب الولايات المتحدة عن منصات التتويج عندما تنظم دول ثانية المنافسة، إذ توّج مرة خامسة بطلاً على أرضه دائماً، في 2013 ضد بنما، وأخيراً في سنة 2017 عندما واجه منتخب جمايكا.وسجل منتخب كوستاريكا 3 ألقاب ذهبية بتاريخه، وبعد الأول الذي كان في النسخة الافتتاحية، جاء اللقب الثاني سنة 1969، فتغلب على غواتيمالا على أرض ملعبه، لتشهد سنة 1989 آخر لقب له في المسابقة بتفوقه على الولايات المتحدة.
ويُعتبر المنتخب الكندي، بالرغم من عدم امتلاكه تقاليد كروية كبيرة، رابع أكثر منتخب يتوج بهذا اللقب، حيث حقق اللقب الأول في 1985 بتفوقه على منتخب هندوراس، والثاني سنة 2000 ضد المنتخب الكولومبي في مباراة مثيرة.وتقاسمت منتخبات، غواتيمالا (1967) المتفوق على المكسيك، ومنتخب هايتي مفاجأة سنة 1973، بفوزه على ترينيداد وتوباغو، وأخيراً هندوراس الفائز أمام سلفادور سنة 1981، بقية الكؤوس، مما يجعل فرصهم في العودة أعلى منصة التتويج ضئيلة لفشلهم في تطوير اللعبة على مر السنوات.