الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
جسدت المقاومة الشعبية في منطقة الجزيرة السورية مؤخراً معالم المرحلة المقبلة لجهة بدء عمليات التحرير على أيدي أبنائها، بعد أن ركزت استهدافاتها بشكل متواصل ومتزامن على قوات الاحتلال الأميركي وأماكن تواجده اللا شرعي في حقلي النفط العمر وكونيكو، وهذا ما يبشر بتصاعد حدة هذه المقاومة وتنامي قدراتها من أجل دحر المحتلين والغزاة.
فهذه الاستهدافات المباشرة تؤلم المحتل الأميركي وتقض مضجعه، وتحمل رسائل شعبية قوية تؤكد أن الوقت الذي منحه أهالي المنطقة مرات عدة لخروج المحتل وتنظيماته الإرهابية وميليشياته من “داعش وقسد” قد انتهى، وقد حان الوقت لطرد أولئك المحتلين والمرتزقة من أجل استعادة الحقوق، وإعادة الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.
كما أن ذريعة أميركا بمحاربة إرهابيي “داعش” لا يمكن أن تمر في ظل ما يراه أهالي المنطقة من حقائق دامغة ووثائق تبرهن وجود تعاون استخباراتي ودعم تسليحي ولوجستي ومساعدات أخرى تقدمها أميركا لأولئك الإرهابيين والاستعانة بهم ضد أهالي الجزيرة السورية وأبنائها وكذلك لاستهداف الجيش العربي السوري عبر سلسلة من هجمات عدوانية سواء في بادية حمص أو حماة والرقة.
من هنا نستطيع أن نؤكد أن المرحلة القادمة هي بالتأكيد لاستعادة ما احتله الأميركي بعد طرده وطرد عملائه ومرتزقته ممن ينفذون أجنداته العدوانية بارتكاب الجرائم، ونهب الثروات، وممارسة المزيد من الحصار على السوريين والتضييق على لقمة عيشهم، لاسيما وأن عمليات النهب المتواصلة لثرواتهم الوطنية تتسبب إلى جانب الإجراءات الاقتصادية القسرية الجائرة التي يفرضها الغرب الاستعماري في زيادة معاناتهم، خاصة وأن منطقة الجزيرة تعتبر الخزان الغذائي الاستراتيجي لأبناء سورية.
هو المشهد الشعبي المقاوم الذي يحمل الكثير من المفاجآت القادمة، وننطلق في هذا من الوعد الذي قطعته سورية لأبنائها بأن المحتل إلى زوال حتى لو حاول استجماع عديد قواته وأسلحته في تلك المنطقة، أو نشر منظومات إرهابية عدوانية جديدة، أو عمل على ترهيب مواطنيها عبر تنظيماته وميليشياته وعملائه، من خلال عمليات القتل والخطف ومحاصرة القرى ونهبها وسرقتها.
كما أن الاعتداءات الصاروخية الأميركية المتكررة على الأراضي السورية لا يمكن أن تمر ولا بد من جعل المحتل يدفع الثمن غالياً وإبقائه في حالة من التوتر وعدم الاستقرار، فأرواح من استشهدوا ليست رخيصة، والمقاومون توعدوا بالرد وإيلام الأميركي حتى طرده كلياً.
نستبشر بمزيدٍ من عمليات المقاومة الشعبية ضد الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما الإرهابيين، ونستبشر أيضا بقرب دحر اللص الأميركي وطابوره اللا إنساني، وهو ما نقرأه من بين تفاصيل أحداث الأيام الأخيرة والتحليلات التي بنيت على ما سبقها من مواجهات شعبية مع المحتل في عدة قرى في منطقة الجزيرة، وتمكن الأهالي خلالها من صد أرتال عسكرية أميركية وإرجاعها من حيث أتت.