كحائك سجاد ماهر، ينسج السوريون انتصاراتهم على وجه المشهد الإقليمي والدولي بكل عزيمة وإصرار وإباء، في وقت تبدو فيه منظومة الإرهاب والخراب أكثر تصدعاً وتمزقاً وانكشافاً من أي وقت مضى في ظل تواتر المعلومات والأخبار والتسريبات التي تفضح وتؤكد مجدداً علاقات وارتباطات أطراف تلك المنظومة بالتنظيمات الإرهابية، وهو الأمر الذي يدفعهم إلى الاستشراس أكثر في تصعيدهم وإرهابهم، وهروبهم إلى الأمام بهدف التشويش على أفراح وانتصارات السوريين.
العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب السوري، يندرج ضمن هذا السياق، سياق العجز والإخفاق والهروب إلى الأمام، وهو بطبيعة الحال امتداد للمحاولات الأميركية والغربية وجزء لا يتجزأ منها لإجهاض حوامل الواقع والعبث بعناوين و تفاصيل المشهد بشكل عام.
السوريون بعد (خطاب القسم) للسيد الرئيس بشار الأسد، الخطاب الذي أعاد تشخيص الواقع وتوجيه البوصلة وحدد خطوات العلاج والتعافي والنهوض، السوريون بعد الخطاب ليسوا كما قبله، فهم دخلوا مرحلة مختلفة في كل شيء، مختلفة في قواعد المواجهة والعمل الذي يجب أن يكون استثنائياً في الشكل والمضمون، وعلى كل الجبهات العسكرية والاقتصادية والسياسية، بعد أن رسموا معالم طريقهم، وأعادوا تحديد بوصلتهم بما يحاكي ويواكب المعادلات والقواعد التي وضعوها وثبتوها بعيداً في عمق المشهد السوري والإقليمي والدولي.
ما هو مؤكد أن السوريين باتوا يمتلكون مفاتيح القرار والخيار، وعلى كل الأطراف المقابلة الخضوع والاستسلام لهذه الحقيقة التي باتت واقعاً يخفق في قلب المشهد، ويتجسد في كل تفاصيل حياتهم، ويراها ويؤمن بها كل من عايش انتصارات السوريين وأفراحهم، لاسيما قوى الإرهاب الأساسيين وفي مقدمتهم الأميركي والإسرائيلي والتركي الذين يتوجب عليهم أن يعووا هذه الحقيقة ويقرؤوا جيداً ما بين السطور.
من نبض الحدث – فؤاد الوادي