ربما جاء من غير قصد حين رد أحد المسؤولين على طروحات البعض حول واقع الفساد و عدم تفاعل بعض أعضاء الحكومة مع ما ينشر في وسائل الإعلام الرسمي .. و حتى تعذر نشر بعض القضايا المتصلة بالفساد، حيث قال مستغرباً واقتبس بالحرف “قال منشور في الجرنال” .. للوهلة الأولى كانت الصدمة كبيرة لنا جميعاً.
و لكن بعد التفكير فيما قاله أعتقد أنه لم يكن مخطئاً للدرجة التي استفزتنا لعدة أسباب أهمها أن ما نقوم بمتابعته و رصده و نشره لا يلقى التجاوب من قبل الجهات المعنية .. بدليل أن معظم المنشور عن قضايا الفساد المتمثلة في هدر المال العام.. و سوء الإدارة يبقى مستمراً دون حساب أو عقاب!!.
و في أفضل الأحوال تقوم بعض تلك الجهات بالرد على ما تم نشره بالتبرير و التغطية فقط دون إتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية المال العام من النهب و الهدر!!.. و يستمر الواقع و كأن شيئاً لم يحصل.. و في بعض الحالات يذهب المعني الى اتهام الصحافي و محاولة النيل من سمعته!!.
أكدنا مراراً عبر صحيفتنا أنه في حال تم تسليط الضوء على قضية سلبية ما ليس القصد الإساءة لأحد و إنما لمعالجة الأمر.. و أيضاً عندما نشير إلى قضية إيجابية ما ليس القصد مدح الشخص المعني بل لتعزيز الإيجابية و تحفيزها.
اليوم و بعد خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد .. لا بد من الاستمرار في متابعة العمل على كافة المستويات بكل زخم و دون أن يكون هناك ما يحبط معنوياتنا .. أو يحد من عزيمتنا على القيام بواجبنا الوطني و دورنا في بناء الوطن الذي ما زال يعاني من حصار وإرهاب الخارج.
عندما نكتب في صحفنا الوطنية عن حالات هدر المال العام.. و سوء التنفيذ في مشاريعنا.. و التأخر في إنجاز معظمها.. و الفساد في تلزيمها ينبغي على الجهات المعنية ألا تتصرف على أساس كلام جرائد كما يشاع بكل أسف.. و إنما ينبغي عليها أن تظهر أعلى درجات الاهتمام من خلال الذهاب إلى تدقيق ما ينشر و الاستفادة منه لمكافحة ما يمكن من الفساد الإداري و المالي للانطلاق إلى تصويب الأخطاء و تصحيح المسار لضمان عدم المساس بمقدرات الدولة و نهبها و كأنها مشاع لا صاحب له.
أروقة محلية – نعمان برهوم