عودة اللاجئين تشكل الأولوية الرئيسية لسورية باعتبارها قضية إنسانية ووطنية، ويأتي الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين، لإبراز قضية المهجرين كقضية إنسانية في المقام الأول، لاسيما في ظل معاناتهم في دول اللجوء، والتي تمارس بحقهم شتى أنواع الابتزاز، وتتاجر بمعاناتهم لتحصيل مكاسب سياسية عجزت عن تحقيقها من خلال الإرهاب والعدوان.
الحكومة السورية، وعلى مدار السنوات الماضية لم تدخر جهداً لإعادة المهجرين، وهي سبق أن شكلت هيئة تنسيق خاصة لعودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب، واتخذت كل الإجراءات اللازمة لذلك، ولم تزل جهودها مستمرة في إعادة تأهيل المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب رغم الإمكانيات المحدودة، بسبب الإجراءات القسرية التي يفرضها الغرب، إلا أن حل هذه القضية لم يزل يواجه الكثير من العقبات التي تضعها منظومة الإرهاب والعدوان، الأمر الذي يستدعي ضرورة تضافر الجهود الدولية لمساعدة الحكومة السورية في تأمين عودة اللاجئين، بعيداً عن التسييس والمعايير المزدوجة التي تنتهجها الدول المعرقلة لعودتهم.
المتاجرة بقضية اللاجئين تستخدمها منظومة الإرهاب والعدوان كإحدى الأوراق الضاغطة المكملة لسياسة العدوان تجاه الحكومة السورية، ولذلك تتمادى الولايات المتحدة وأتباعها من الدول الأوروبية باستخدام سلاح العقوبات والحصار، وهو أعلى درجات الإرهاب الذي نشاهد فصوله تباعاً، “قيصر” ومستنسخاته، والإجراءات الاقتصادية القسرية التي توسع الدول الأوروبية مروحتها، وكلها تهدف لتجويع السوريين والحيلولة دون حصولهم على مقومات عيشهم، وهذا يؤثر في مسألة عودة اللاجئين، وبالتالي إخراجهم من معركة إعادة إعمار ما دمره الإرهاب وداعموه، وهو الهدف الذي يسعى إليه الغرب من وراء عرقلته لعودتهم.
الجميع يلاحظ أنه منذ بداية الحرب الإرهابية وحتى الآن، مازالت الدول الغربية تنتهج أسلوب الاستغلال السياسي الرخيص لمعاناة المهجرين، وكانت هي السبب الرئيسي في افتعال هذه القضية بعدما مكّنت التنظيمات الإرهابية من التمدد والانتشار في مساحات جغرافية واسعة من الأراضي السورية، ومدتها بالسلاح والعتاد، ودافعت عنها بقوة داخل أروقة المنظمات والهيئات الأممية، وتسترت على جرائمها، وشرعنتها في مرات كثيرة، واستصدرت العديد من القرارات العدائية في مجلس الأمن لمصلحة مرتزقتها الإرهابيين، وهي تواصل استغلال هذه القضية الإنسانية بعدما فشل رهانها على ورقة الإرهاب.
اليوم يحدو الأمل الكبيرالسوريين بعودة اللاجئين بعد تحرير معظم المناطق من رجس الإرهاب وداعميه، ويعولون على دورهم المهم في مرحلة إعادة الإعمار، فالكثير منهم من ذوي الخبرات والكفاءات العلمية، ولهذا السبب تمنع الدول الغربية عودتهم، بهدف منع عودة التعافي للدولة السورية، ولكن الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة السورية، وإلى جانبها روسيا، والأصدقاء والحلفاء، لا بد من أن تثمر بعودة كل المهجرين قريباً، ولاسيما أن الجزء الأكبر منهم يرغب بقوة بالعودة، خاصة بعدما قامت الدولة السورية بتقديم عدد كبير من التسهيلات، وهي ما زالت تقدم المزيد، ولا تنفك عن توجيه الدعوة لجميع المهجرين من دون استثناء، انطلاقاً من حرصها الدائم على أبناء الوطن، أينما كانوا، وأينما وجدوا.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر