منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية ظهر واضحاً أن إستراتيجية منظومة العدوان بقيادة واشنطن تسعى إلى تدمير مؤسسات الدولة السورية، وفي مقدمتها جيشها، ومن ثم محاولة تغيير خريطتها عبر تقسيمها وتفتيتها، ولتحقيق ذلك كان لا بد من تشجيع الحركات الانفصالية وفي مقدمتها ميليشيا “قسد” العميلة، وكل ذلك من أجل خدمة المخططات الصهيونية التي تريد تقسيم المنطقة برمتها إلى كانتونات هزيلة وضعيفة على أسس عرقية ودينية وطائفية على شاكلة الكيان الإسرائيلي العنصري الذي يقوم على فكرة الطبيعة الدينية اليهودية الخالصة.
فقد كانت هذه الميليشيا العميل رقم واحد لواشنطن لتحقيق هذه الغاية الاستعمارية، والأداة الأولى الرخيصة التي يستخدمها المحتلون والغزاة ويستثمرون بها لتنفيذ خرائط التقسيم والتفتيت والانفصال، وباتت على مدى سنوات العدوان والإرهاب العشر الماضية حصان طروادة الجديد لتنفيذ تلك المخططات المشبوهة.
ومع مطلع كل صباح تتكشف الحقائق وتتسرب الوثائق عن حجم التآمر والعمالة لهذه الميليشيا الانفصالية، وآخرها قيام متزعميها بجولات على بعض الدول الغربية للترويج لمشاريعها الانفصالية التي رفضها الشعب السوري بمختلف أطيافه، وتسويق مشاريع خبيثة تحت يافطات الحرية وحقوق الإنسان مثل “الحكم الذاتي” التي تهدف إلى تفتيت سورية وإضعافها في مواجهة المؤامرات وتقديم خدمات مجانية للمحتلين والغزاة وفي مقدمتهم أميركا وتركيا.
اليوم تتعرى هذه الميليشيا العميلة على حقيقتها الإرهابية الانفصالية حين تستجدي دعم المستعمرين الجدد لأوهامها وأحلامها، وحين تضع نفسها في خانة القوى المتآمرة على الشعب السوري، دون أن تدرك أن المحتلين سيلفظونها بعد تقديم خدماتها وسيتخلون عنها كما تخلوا عن أدواتهم العميلة في أكثر من دولة، ودون أن يدرك متزعموها أنهم باتوا معزولين عن شعبهم الذي يحارب المحتلين والغزاة والإرهابيين.
وقصارى القول إن هؤلاء العملاء والمرتزقة الانفصاليين لم يدركوا بعد على ما يبدو حجم الدروس التي لقنهم إياها الشعب السوري صاحب الأرض والحق والإرادة في الصمود والصبر وتحرير الأرض ودحر الإرهاب، ويبدو أنهم لم يستوعبوا أيضاً أنهم لا يستطيعون فرض هيمنتهم على السوريين مهما تآمروا ومهما كان حجم عدوانهم وإرهابهم وعمالتهم ومهما كبرت خدماتهم للمحتلين، ولم يدركوا أخيراً أن مصيرهم الاندحار والزوال وقت لا ينفع ندم أو طلب غفران.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة