في الآونة الأخيرة انتقلت منظومة العدوان على سورية إلى مراحل جديدة من الاستهداف للدولة السورية وشعبها ووحدة أراضيها وسيادتها بعد أن فشلت تلك المنظومة الشريرة بكل أوراقها الإرهابية والاحتلالية المباشرة، وظهر جلياً أن حكام واشنطن وأنقرة والكيان الإسرائيلي لا يريدون الاستسلام بعد حرق أوراقهم وانهيار مخططاتهم، ولا الإقرار بانتصار الشعب السوري وحلفائه على مشاريعهم الاستعمارية.
الاستهداف الجديد، الذي بثت منظومة العدوان بذوره منذ اليوم الأول لغزوها الأراضي السورية ورعته ومولته بالمال والسلاح، هو محاولة تقسيم سورية على أسس عرقية تحت ذرائع حقوق الإنسان وحرية الأقليات ومساعدة السوريين على الحكم غير المركزي، وسواها من المصطلحات التي تحمل السم في العسل، فكان الترويج منذ أيام لما يسمى “الحكم الذاتي” في الجزيرة السورية، التي تحمل لواء عمالته ميليشيا “قسد” التي أسسها الغزاة الأميركيون لتحقيق هذه الغاية الاستعمارية الخطيرة.
وظهرت خطوات هذا الاستهداف العدواني الجديد من خلال زيارات وجولات قام بها متزعمو هذه الميليشيا الانفصالية على بعض الدول الغربية للترويج لمشاريعها الانفصالية الخطيرة، تحت مسميات ضرورات “الحكم الذاتي” واستقبلت عواصم تلك الدول، التي تحتل الأراضي السورية وتقيم القواعد غير الشرعية وغير القانونية فوق أراضيها، هؤلاء الانفصاليين وكأن لهم صفة رسمية لتنفيذ أجنداتها وخططها الاستعمارية.
لكن قوى الشر والعدوان التي صوبت أسهمها على الدولة السورية عبر هذا الاستهداف لم تدرك أن متاجرتها بمثل هذه القضايا كانت خائبة عبر مراحل التاريخ، قديمه وحديثه، ولا تدرك أيضاً هي وأداتها العميلة “قسد” أن السوريين يرفضون هذه المشاريع الاستعمارية جملة وتفصيلاً ولن يدعوها تمر مهما كلفهم من تضحيات وأثمان، ولنا في أمثلة التاريخ القريب والبعيد عشرات الأمثلة، فكم سعت فرنسا الاستعمارية أيام الانتداب البغيض إلى تقسيم سورية إلى دويلات على أسس دينية وعرقية وطائفية لكن خططها ذهبت أدراج الرياح بفضل إرادة السوريين وصمودهم ونضالهم وتشبثهم بوحدة بلادهم وسيادتهم على كامل أراضيهم.
وأما الاستهداف الثاني فهو عبر إيعاز منظومة العسكرة والشر الأميركية للكيان الإسرائيلي الإرهابي ليستمر بعدوانه العسكري المباشر ويكثف من قصفه للمواقع السورية لإنقاذ إرهابييهم ومحاولة منع الجيش السوري من تحرير أرضه من الإرهاب والاحتلال، دون أن تدرك هذه المنظومة ومعها الكيان الصهيوني أن السوريين الذين تصدوا لكل صواريخ الكيان خلال مراحل مختلفة من عمر الحرب عليهم قادرون على إفشال هذا الاستهداف وأهدافه ومراميه، وأن كل ما تقوم به منظومة العدوان من اعتداءات إسرائيلية وأميركية متكررة ومن إيعاز للإرهابيين للاعتداء على ريفي حلب وإدلب، لن تثني السوريين عن مواقفهم والدفاع عن حقوقهم وسيادتهم وأرضهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة