الثورة أون لاين_ فاتن أحمد دعبول:
هم وحدهم يتجاوزون السنين في عددها، فأعمارهم لا تستطيع تقاويم العالم جميعها أن تكتبها في أجندات السنين، يقبلون على ميادين القتال كلما دعاهم الواجب الوطني، ويسيجون حدود الوطن بأجسادهم غير هيابين أو وجلين، يتصدون للمؤامرات التي تستهدف الوطن ويحققون الانتصارات في المعارك التي يخوضونها منذ ميسلون عام 1920 وحتى يومنا هذا.
ولم يثن عزيمتهم وحشية الإرهاب وداعميه، بل هم الآن أكثر تصميما وإرادة للقضاء على كل إرهابي تسول له نفسه أن يمس أيقونات الوطن على الصعد كافة، ويسطرون أروع الملاحم البطولية ويتصدون لهجماتهم متمثلين شعارهم المقدس” وطن، شرف، إخلاص”.
وفي تاريخهم الحافل بالنضالات سفر مشرف عن بطولات وانتصارات استطاع الجيش العربي السوري أن يكون فيها الجيش المقدام، نسور في السماء وأسود في ميادين المعارك وحيتان في خضم البحار، يقدمون الشهيد تلو الشهيد وتعلو الزغاريد على أفواه الأمهات، فالجميع عقد مع الوطن ميثاق الشرف ليقدم آخر قطرة من الدماء الطهور من أجل أن يحيا الوطن حرا مستقلا.
واليوم في عيد تأسيس الجيش العربي السوري، أبطال جيشنا الميامين نستذكر بطولاتهم ونقف إجلالا لشهداء رووا الأرض من دمائهم الطاهرة، الآلاف منهم ارتقوا إلى جنان الخلد بعد أن أزهروا على الأرض أمنا وأمانا وزرعوا البسمة على الوجوه أينما حلوا وأينما وطئت أقدامهم.
واستطاع رجال القوات المسلحة أن يظهروا براعة كبيرة في التصدي للجماعات الإرهابية بعد أن أتقنوا فنون القتال واستخدام الأسلحة الحديثة، ففي تشرين التحرير كانوا أسطورة البطولة، ولقنوا العدو درسا قاسيا لن ينساه، وأذاقوه طعم الهزيمة، وفي لبنان كانوا خير من يدافع عن البلد الشقيق ويحميه بإيمان عميق للبعد القومي قولا وفعلا.
ولاتزال فلسطين بوصلة للخيار العقائدي لجيشنا الباسل، يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بكل ما يملكون من دعم وقوة، ولما يسترح بعد جيشنا العربي المقاوم وهو يتصدى للمجموعات الإرهابية المسلحة في الحرب العدوانية على سورية، تلك الحرب التي اشتركت فيها كل دول العدوان في العالم للنيل من قلعة صمودها، فكان لهم بالمرصاد رغم كل الحشد والحقد والجرائم التي لم تعرف الحروب مثيلا لها من الوحشية والدموية.
لكن مَن على أقدامهم سقط المحال استطاعوا إسقاط المشروع العدواني وحماية المنطقة كلها من مخطط السقوط وخاضوا أعقد المعارك وواجهوا أعتى أنواع الإرهاب والإجرام وتحقيق النصر المؤزر، ومن خلفهم شعب صامد وقيادة حكيمة تبارك بطولاته وتشد من عزيمته التي لم تفتر قيد أنملة.
وفي يوم عيد قوات أبطالنا المسلحة تنحني الهامات لعظمة بطولاتهم وتضحياتهم وإجلالا لمن وهب روحه ودمه فداء للوطن، فطوبى لمن استحقوا الحب والاحترام، وهنيئا لكم يا رجالنا البواسل في عيدكم، حقا أنتم من أورقت فيهم الرجولة والرجال وسقط تحت أقدامكم المحال.
وكل عام الوطن وقائدنا وجيشنا المقاوم بألف خير.
