الثورة أون لاين – ريم صالح:
لم يكن في يوم من الأيام حامي حمى السوريين فحسب، بل كان وبجدارة جيش الأمة العربية بأسرها، دافع عن الشعوب العربية في كل مكان على خارطة الوطن العربي، وجعل من قضاياهم المصيرية قضيته المحورية، بل وجعل استرجاع وتحرير أراضيهم السليبة بوصلته الثابتة التي لم يحد عنها يوماً.. هو الجيش العربي السوري.. جيش التحرير والتطهير.. وجيش العرب كل العرب من المحيط إلى الخليج.
في الأول من شهر آب عام 1945 كانت ولادة الجيش العربي السوري، هذه الولادة التي تعتبر نصراً ساحقاً تجسد بانتصار إرادته في كل معاركه، الجيش المؤمن بقضايا الشعب، والمجسد لآماله وتطلعاته، والمدافع عن أرض الوطن، وإرادة الشعب، وحريته وسيادته واستقلاله.
ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن جيشنا الباسل نشأ على الإيمان ليس بواجبه الوطني فحسب، وإنما أيضاً بواجبه القومي، والذي ترجم في الميدان قولاً وفعلاً، ليتجاوز حدود الجغرافيا السورية، إلى حدود الوطن العربي بأسره، أي يتجاوز ويرتقي من المحلي الجزئي، إلى الشمولي الكلي، فكان وبامتياز ومنذ البداية جيش الأمة العربية، وسيبقى على الدوام رافعا لواء القومية العربية، ومؤمناً بأهداف الأمة العربية: الوحدة، والحرية، والاشتراكية.
وبحسب الكثير من الوثائق والأبحاث فإن المواطن العربي يرى أن الجيش العربي السوري ومن خلال تاريخه النضالي الطويل، وما قام به من أعمال بطولية، وقومية جليلة، يرى أن مكانة هذا الجيش باتت بارزة في نفس كل عربي على مساحة الوطن العربي الكبير، فهو جيش الأمة العربية. فلا يمكن لأي مواطن عربي أن ينسى ما قدمه ولايزال أبطال الجيش العربي السوري في لبنان، وفلسطين المحتلة، ومصر، والعراق، من تضحيات جسام ومن أعمال بطولية، والتي جعلته دائماً وأبداً يقض مضاجع المتآمرين، والمعتدين، ويبدد أوهام الغزاة الطامعين.
ففي لبنان كان للجيش العربي السوري فضل كبير في إنقاذ لبنان الشقيق من محنة الحرب الأهلية المدمرة، حيث ساهم بوقف الحرب وإعادة تكوين الدولة اللبنانية، ومؤسساتها، كما دعم واحتضن المقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة في وجه الاحتلال الاسرائيلي حتى غدا لبنان هذا البلد العربي الصغير الذي كان يقال أن “قوته في ضعفه” قوة إقليمية رادعة يحسب لها كيان الاحتلال الصهيوني ألف حساب.
كذلك دعم المقاومة الفلسطينية وقدم لها كل أنواع الدعم اللوجستي والاستراتيجي، كما وقف الجيش العربي السوري إلى جانب مصر الشقيقة خلال تصديها للعدوان الثلاثي عام 1956 وكان لاستشهاد ضابط البحرية السوري جول جمال أثر بالغ في تغيير مجريات المعركة من خلال تصديه البطولي للبارجة الفرنسية جان دارك.
وهنا من الضروري التنويه أن جيشنا الباسل تربى على هذه العقيدة الوطنية والقومية في ظل ثورة آذار المجيدة والحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد، فحافظ على مبادئ وقيم الشعب، وحمى وحدته الوطنية، وتطلع إلى أبعد من ذلك حين آمن بوحدة وحرية الأمة العربية، وخاض كل معاركه على أساس هذه العقيدة الراسخة، فكان من أبرز جيوش العالم في الذود عن قضايا أمته وشعبه في وجه الارهاب والاحتلال والعدوان.
إذاً لم يكن جيشنا جيشاً قومياً فحسب، بل كان جيشاً عقائدياً باعتبار أن الجيش العقائدي هو الجيش المؤمن بالعقيدة، والأهداف، والشعارات القومية, والتي تعطي الأولوية للدفاع عن المصالح القومية للأمة العربية أينما كانت على تراب الوطن الكبير, دون أن ينسى أنه الجيش الذي يحمل في نفس الوقت العقيدة القتالية التي تميزه.
ولكن مواقف الجيش العربي السوري البطولية، وثوابته الوطنية، وبوصلته القومية، جعلته في مرمى منظومة الاستكبار العالمي، فلم يكن من مصلحتها، ولا من مصلحة أجنداتها الاستعمارية، والنهبوية، والتقسيمية، وحتى التهويدية، وجود هذا الجيش العقائدي، فكانت الحرب الإرهابية الشرسة التي استهدفت الدولة السورية بكل مقوماتها، وأركانها، وتحديداً استهدفت المؤسسة العسكرية، متوهمة أنها بذلك قد تنال غاياتها الدونية، ولكنها لم ولن تفلح يوماً.
هو جيش الوطن إذاً، كذلك هو جيش الأمة العربية بأسرها، وهو اليوم يحارب الإرهاب نيابة عن العالم بأسره.