بالأمس بدأت امتحانات الدورة الثانية التكميلية لطلاب الشهادة الثانوية بعد مرور أربعين يوماً على الدورة الأولى التي شهدت انتقادات عديدة من الطلاب وذويهم كانت لاذعة وحادة في معظمها، وخاصة لجهة مادتي الرياضيات والجغرافيا، و لجهة آلية التصحيح وما تعرضت له من شكاوى وامتعاض شديد ظهر بشكل أكبر وواضح، واتخذ حالة من الإحباط وفقدان الثقة خلال تقديم الاعتراضات وما نتج عنها من إشكالات ومعايير وإجراءات اتضح من خلالها بشكل واضح اعتماد مبدأ (خيار وفقوس) حتى بعد صدورها رسمياً، حيث بقيت نتائج بعض الطلاب معلقة تحت عنوان قيد الدراسة وهنا السؤال الكبير…؟!
وبالعودة إلى الدورة التكميلية التي يتقدم إليها أكثر 161 ألف طالب ما بين محسن للعلامات ومكمل، فإنها بارقة الأمل الوحيدة المتبقة للطلاب سواء لتحسين درجاتهم وتمكنهم من تسجيل الرغبة التي يريدونها، أم لناحية تغيير النتيجة من راسب إلى ناجح، وفي الحالتين هم أمام تغير نوعي ومصيري على أساسه تؤخذ القرارات ويتم وضع الأولويات واختيارها وإعادة النظر بما هم عليه .
ومن هذه الزاوية الحادة بمعناها الواسع الذي يتعلق بالمستقبل، أو القائمة بالمعنى المجازي، أوالمنفرجة التي ينظر من خلالها الأهل وأبنائهم إلى نوع من الانفراج الدراسي والعلمي، يأملون ألا تحصل الأخطاء والإشكالات والمنغصات التي وقعت خلال الدورة الأولى، وكلهم أمل بأن تكون الدورة التكميلية أفضل وأحسن من جميع الجوانب، وأن تعكس قولاً وفعلاً وواقعاً حياً ما يصرح به باستمرار ويؤكد القائمون على العملية التربوية من اهتمام وحرص على الطلاب، والعمل على أن يأخذ كل طالب حقه بعيداً عن الظلم أو الغبن الذي لمسوه خلال فترات سابقة .
إحدى عشر يوماً وتنتهي فترة الامتحانات لهذه الدورة (الأمل ) وخلالها يتم البدء بعملية التصحيح التي تعرضت سابقتها للكثير من الملاحظات، وتم الحديث عنها سلباً بكثير من الإحباط والأسى لتأتي بعدها بفترة قصيرة مرحلة إصدار النتائج التي ينتظرها الطلبة وذويهم على أحر من الجمر وبفارغ الصبر والأمل.
ومن هذه الزاوية المفتوحة أيضاً نتوجه ونوجه نداءً إلى وزارة التربية بدءاً من الوزير ولجميع كوادرها المعنية بامتحانات الثانوية، نلتمس من خلالهم كل الرعاية والاهتمام والحرص على أن تكون النتائج في هذه الدورة عادلة ومنصفة وخالية من الأخطاء والإشكالات وخاصة أنها تقرير مصير لجيل بأكمله، وبذلك فإن مجمل ما حصل في الدورة الأولى تكون قد عالجتها التكميلية ،أم نضطر لأن نردد القول المأثور: لن يصلح العطار ما أفسده الدهر
حديث الناس- هزاع عساف