الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير بشار محمد:
أشعل الكيان الصهيوني من جديد حرب التصريحات ضد طهران متهماً إياها بمهاجمة ناقلة النفط متوسطة الحجم “ميرسر ستريت” التي تديرها شركة “زودياك ماريتيم” الإسرائيلية قبالة سواحل عمان بمسيرة استهدفت برج الناقلة وأدت إلى مقتل شخصين أحدهما بريطاني لتبدأ بعدها مكنة ثالوث الشر العالمي “بريطانيا وأميركا وإسرائيلي” بضخ سيل من التهديدات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل ممنهج ما يبعث الريبة والشك في صحة المعلومات وخاصة أن الأطراف التي تسوق الاتهامات لا تملك دليلاً واحداً يشير إلى إيران وهذا ما أكدته موسكو عندما طلب منها اتخاذ موقف من الهجوم.
التحليل المنطقي للهجوم هو أن “إسرائيل” تحاول إدخال أطراف كبرى في مواجهة مباشرة مع طهران فعملت على تدبير الهجوم ضد إحدى الناقلات التي تديرها واحدة من شركاتها مستغلة أن القتيلين من الجنسيتين البريطانية والرومانية وخاصة أن الخلفية حول ما تسمى “حرب الناقلات” موجودة وليست بعيدة الزمن ولكن السؤال الحقيقي الآن لماذا تريد “إسرائيل” توريط المزيد من الدول معها وتحشيدها ضد طهران في هذا التوقيت بالذات الذي نشهد فيه تقدماً في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران ..؟
الجواب على ما أعتقد جاء على لسان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمود مشكيني والذي قال إن “إسرائيل” تعرف حجمها ولا تملك القدرة على ترجمة تهديداتها مضيفاً إن إقدام “إسرائيل” على خطوة عسكرية سيكلفها غالياً إلى حد تهديد وجودها وبالطبع “إسرائيل” تعي تماماً حقيقة هذا الأمر وتعيه أيضاً واشنطن التي خبرت الرد الإيراني قبل عام ونصف العام تقريباً عندما دكت قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.
العدو الإسرائيلي الذي يحاول جاهداً منع التوصل إلى اتفاق نووي يعي تماماً حجم الخطورة في التعاطي مع إيران التي أوضحت بشكل لا لبس فيه أن أي مغامرة إسرائيلية غير محسوبة ضد المصالح الإيرانية ستواجَه برد حازم وهي التي تقول وتفعل وواشنطن جربت مصداقية طهران في ذلك ولكن على نفتالي بينت أن يعلم هو الآخر ذلك وربما عليه أن يجرب…