الثورة أون لاين – غصون سليمان :
تأخذ المهارات الحياتية بعدا أكثر دقة في عالم الطفولة اجتماعيا ونفسيا وتربويا ، وانطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتق وزارة التربية المركز الإقليمي للطفولة المبكرة كان العمل التربوي على قدم وساق كما يقال لإنجاز كل مايتعلق بالدليل في تنمية هذا الجانب من خلال تاهيل وتدريب فريق وطني مركزي على مستوى جميع المحافظات والذي من خلاله سيتم تدريب مربيات رياض الأطفال على كيفية التعامل مع الأطفال بأسلوب محبب وناجح .فزراعة البذور في أرض خصبة ورعايتها وسقايتها لا بد أنها ستعطي ثمارا ناضجة نضرة نسعد بها جميعا، فكيف إذا كان الغرس هو جيل المستقبل حيث تعمل المؤسسات التربوية على إعداده بالصورة المثلى رغم جميع التحديات والظروف الصعبة التي نعيشها اليوم .
من هنا تأتي أهمية الدورة التدريبية على الحقيبة الخاصة بدليل المهارات الحياتية لتنمية الطفولة المبكرة والتي تنفذها وزارة التربية المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان خلال الفترة الممتدة من ٨-١٢/آب/٢٠٢١ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر في المركز الإقليمي للطفولة المبكرة .
حيث تهدف الورشة إلى التعرف على معنى المهارات الحياتية ، وأهمية تمكين الذات، والمواطنة الفعالة وأثرها على المجتمع، وأهمية التعلم وأدواته، والتوظيف الأنسب للمهارات، ومعرفة الأسس السليمة في تقديم محتوى الحقيبة للمدربين الجدد، بالإضافة إلى نقل الطرائق الحديثة في إيصال المعلومة للمدرب ومن ثم للطفل، وتطبيق الأنشطة المناسبة في تقديم المعلومات. إذ تستهدف الورشة الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة.
الدكتورة كفاح حداد مديرة المركز الإقليمي للطفولة المبكرة أشارت في حديث للثورة أون لاين ،إلى ان الحقيبة التدريبية تكمن أهميتها اليوم من أهمية العمل الذي سيتم بعد هذه الدورة لاحقا ،بعدما أعد المركز دليل المهارات الحياتية والتدريب عليه، والذي يتطلب مستقبلا أن يكون هناك حقيبة تدريبية خاصة ،إذ نسعى كمركز إلى التعاون مع مؤسسة الآغا خان والتي لها باع طويل في مجال الطفولة المبكرة ، إلى جانب التشبيك مع كل الجهات التي تعمل في هذا المجال ،سعيا من خلال هذا التنسيق للنهوض بالطفولة المبكرة بشكل عام كمرحلة متكاملة في القطاعين الحكومي والخاص.
وأوضحت الدكتورة حداد بأن التدريب في هذه الورشة يستهدف الفريق الوطني من جميع المحافظات السورية والذي يتم تدريبه على كل نشاط يعده المركز ،ليقوم بدوره في نقل الخبرات وأساليب التدريب لجميع المحافظات ،كل في محافظته ،لافتة أنٌ هناك دورة لاحقة في النصف الأخير من شهر آب الحالي للفريق الوطني المركزي المذكور و الذي سيقوم بدوره بتدريب مربيات رياض الأطفال ،في مشروع “استعد” للالتحاق بالمدرسة ،وبعض الرياض التابعة لنقابة المعلمين في جميع المحافظات .
ولعل أهمية هذه الحقيبة برأي الدكتورة حداد كاختصاصية طفولة ،أنها تزيد أهمية على منهاج رياض الأطفال والذي هو تعليمي تعلمي ،وللجانب المعرفي فيه الدور الأكبر ،بينما نسعى من خلال تنمية المهارات الحياتية عند الطفل إلى كيفية تمكين وإدارة الذات باتجاه تقديرها الإيجابي ،ومنحها القوة المناسبة للتعامل مع المحيط ،إلى جانب تعزيز مفهوم التواصل والتعلم وحل المشكلات والتفكير الناقد والابداع ،وأهمية المواطنة الفعالة وتنمية الإبداع في حياة الطفل .فهذه المهارات عندما نقوم بتنميتها لدى الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة “رياض الأطفال “فلا شك أننا نضمن مستقبلا آمنا للجيل الواعد ،باعتبار هذه المهارات هي الأهم في تكوين شخصية الطفل حتى يستطيع ان يكون إنسانا معافى وسليما .
*أهمية الشريحة المستهدفة
وفي لقاء آخر مع الدكتور محمد عزام القاسم الخبير والاستشاري التدريبي فقد بين أن أهمية الحقيبة التدريبية تنبع من أهمية الشريحة المستهدفة المتمثلة بالطفولة المبكرة باعتبارها أساس النهوض والتغيير الإيجابي مايحتم علينا بناء المهارات بشكل جيد .
ونوه الدكتور القاسم أنه في السابق لم يكن التنفيذ قائم بشكل دقيق،ولكن بعد ان أصبح لدى مركز الطفولة المبكرة دليل للمهارات الحياتية فمن الطبيعي أن يكون هناك شيء اسمه الحقيبة التدريبية .حيث بدأنا من خلال هذه الفعالية اليوم بتدريب المدربين الموجودين في جميع المحافظات ونقل المعلومات والمهارات إلى مربيات رياض الأطفال وايصالها للصغار بأفضل أسلوب ممكن وفق المعايير العالمية .
وفي رده على سؤال حول أن المعطى المعرفي والتعليمي في الحقيبة التدريبية ربما يكون أكبر من وعي ومستوى الطفل كان رد الدكتور القاسم أن الطفل من خلال المهارات المقدمة والتي يمكن أن تكون كمفردات ومعطيات هي للصغار والكبار ،ولكن طريقة وأسلوب التعاطي هي المختلفة سيما وأن القدرات متفاوتة سواء عند الصغار والكبار .
بدورها أيضا ذكرت الموجهة التربوية مريم العيد من محافظة درعا ،وعضو الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة في حديثها للثورة اون لاين ،أهمية الدورات المتواصلة لتمكين المتدربين من التعامل مع المهارات الحياتية للصغار كركيزة من ركائز التأسيس الإيجابي المطلوب، ففي هذه الظروف علينا ان نقدم كل إمكاناتنا وخبراتنا لدعم جميع مشاريع الطفولة المبكرة ،وكل من يدعم مشاريعنا، نحن قادرون على التعاون والتعامل معه كشخص مسهل وميسر ومنسق للعمل ،مضيفة أن البيئة التربوية تحتاج المزيد من العمل ،والأهم في هذا السياق هو إيصال أساليب التدريبات والمهارات إلى مربيات رياض الأطفال ليكنٌ قادرات على التعامل مع الطفل والمواقف الحياتية المتكررة والمختلفة معه في جوانب عديدة .