الثورة أون لاين – عمار النعمة:
عندما نتحدث عن الهوية والوطنية والإرادة التي وصفها السيد الرئيس بشار الأسد بأنها إرادة العمل والإنتاج التي تتجاوز بقوتها كل درجات الإحباط والخضوع للواقع إن أردنا أن نحقق النتائج المأمولة، فيعني اننا نتحدث عن الانتماء للوطن والدفاع عنه وهذا ما يجعل للوجود الإنساني قيمة لا يشعر بوجودها إلا من يفقدها..
جريدة الثورة التقت الأديب د.عبدالله الشاهر عضو اتحاد الكتاب العرب للوقوف على بعض أهم التفاصيل التي تحدث بها سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم :
(الهوية لغة)
فأكد أن الهوية مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعات, والهوية لغة وهي مجمل السمات التي تميز شيئاً عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجموعة عن غيرها, أما الهوية الجمعية (وطنية كانت أو قومية) فهي التي تدل على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من البشر تميزهم عن مجموعة أخرى.
وأشار أن الهوية تعني المطابقة والتمايز ووحدة الذات والجوهر والكينونة وتمثل الهوية الوطنية ذلك الجامع المشترك الأعظم لأعضاء المجتمع, وتكون الهوية خياراً وليست قراراً لأنها تتولد عبر صيرورة تاريخية اجتماعية وثقافية.
(مفهوم أخلاقي..)
وفي الوطنية تحدث عضو اتحاد الكتاب العرب فقال: تعرف الوطنية بحب الوطن وتعني حب الشخص لوطنه بكل تشكيلاته وتفصيلاته ومؤسساته والارتباط به والتشبث بأرضه وصيانة مصالحه, وهي مفهوم أخلاقي يرقى إلى مستوى الممارسة العملية التي تؤدي إلى بناء الدولة ورقيها واستمراريتها, ويتجلى ذلك في الوعي الوطني من خلال الوعي بقيمة الوطن ورفع شأنه وحماية مكاسبه ومؤسساته والدفاع عن أرضه وتحقيق الوحدة والترابط بين أبنائه.
وأضاف : يقصد بالانتماء تعلق الشخص بأمر ما, وهو شعور وراثي بارتباطه بوطنه ويتجلى ذلك من خلال الاعتزاز بالرموز الوطنية والالتزام بالأنظمة والقوانين السائدة والتمسك بالعادات والتقاليد والمشاركة في المناسبات الوطنية, إذن فالانتماء حاجة وطنية تشعر الفرد بالروابط الوطنية التي لابد منها كي يتماسك المجتمع .
أما حول العروبة كمشروع ثقافي فتحدث د.الشاهر :
لكي نضع خطابنا الثقافي على نقطة بداية متقدمة فإنه لابد من مراجعة النقاط الآتية:
مسألة الهوية التي لم تحسم فهناك خلط كبير في هذا الجانب لذلك يجب حسم هذه المسألة وتفعيلها بحيث تكون طاردة لأي فكر دخيل .
جدل العلاقة بين العروبة والإسلام وحقيقة الارتباط بين العرب والعروبة والإسلام وأي علاقة يمكن أن نقف عليها.
موضوع القومية التي يجب أن تكون حالة عابرة للطوائف والمذاهب وأن المشروع هو مشروع أمة يتجاوز حزباً أو تياراً أو ايديولوجيا أو سلطة وربطه بمصالح الناس وقضاياهم, ومكمن الخلل أن هذا الفكر النهضوي قد تخلى عن مهمة رئيسية عن مهامه التوحيدية حين غيب مهماته في تحقيق الاندماج الوطني بين مكونات النسيج الوطني ولم يسهم ببرنامج عملي في محاربة التوجهات الطائفية والعشائرية والفئوية في البلد الواحد والنتيجة الموضوعية هي أن الموقف السلبي من الدولة الوطنية القطرية اصبح إسهاماً في إضعاف التوجه نحو التنوير بدلاً من تقويته, جلّ مانطمح إليه في هذه اللحظة هو حماية الدولة الوطنية من التفتت وهذا يطرح مسألة إعادة النظر في تقييم طرائق عملنا ومناهج تفكيرنا .
مشروع النهضة العربية لم تحدد ملامحه فالصياغة الرسمية للمشروع النهضوي العربي تحتاج إلى إعادة نظر .
(نحتاج إلى مؤسسات ثقافية لاتحتكر الثقافة)
أما عن دور الثقافة فهو هامشي ولم يدخل في عمق القرار السياسي, ولذلك أقول إننا بحاجة إلى ثقافة وطنية تتسم بالديناميكية وسرعة التكيف واتخاذ القرار ماهرة في استخدام الوسائل الحديثة, ونقل الغايات إلى واقع عملي ملموس يمكن رصده وقياسه وتصويبه وتقويمه وتحديد عائده المباشر وغير المباشر.
نحن بحاجة إلى مؤسسات ثقافية لاتحتكر الثقافة بل تشيعها, وأن نستفيد من ثقافة الغير لتجديد فكرنا الثقافي وتقوية دروعنا ضد غزوات الثقافات الوافدة واستحداث تنظير ثقافي جديد قادر على التعامل مع متغيرات العصر, وابتكار مناهج جديدة في المزج بين الثقافات والبحث في كيفية بعث الحياة في التراث الثقافي.