الثورة أون لاين – السويداء: جودت غانم:
رغم التراجع الملحوظ بزراعة العنب في السويداء، خاصة بعد أن تقلصت مساحة زراعته من ١٤ ألف هكتار، إلى تسعة آلاف هكتار هذا العام، إلا أن الإنتاج لم يتأثر بهذا التراجع، حيث يُقدر إنتاج المحافظة من العنب لهذا الموسم بأكثر من ستين ألف طن وذلك بواقع ٥٨ ألف طن للبعل، والباقي للمروي.
مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد أكد أن إنتاج المحافظة من العنب الموسم الماضي بلغ نحو ٥٤ ألف طن، مبيناً أن تراجع زراعة العنب بدأت تدريجياً في ثمانينات القرن الماضي، وذلك بعد ظهور حشرة الكرمة التي تدعى «الفيللوكسيرا» التي غزت أكثر من ٣٠٠٠ دونم، من البساتين المزروعة بالكرمة في السويداء حينها، ما أدى إلى تراجع هذه الزراعة في المحافظة، لاسيما أن هذه الحشرة تنتقل عن طريق نقل التربة ضمن الحقل الواحد أو بواسطة الحيوانات الزاحفة.
واضاف حامد أن تراجع زراعة العنب مرده إلى قيام المزارعين باستبدال أشجار الكرمة بأشجار التفاح كون المردودية الإنتاجية للتفاح أفضل وأكبر، إضافة لانعدام المنافذ التسويقية الدائمة لمادة العنب، والتوجه نحو المنفذ الوحيد وهو معمل تقطير العنب، إلا أن هذا المنفذ خاصة بعد الظروف العاصفة بالبلد لم يعد يحقق آمال مزارعي العنب، كون خطته الاستجرارية أصبحت محدودة وهي لا تتعدى ستة آلاف طن من العنب العصيري، علماً أن إنتاج المحافظة وسطياً من العنب يبلغ سنوياً حوالي ٥٠ ألف طن، ما يدفع بالمزارعين لبيع باقي المنتج لسماسرة أسواق الفواكه بأبخس الأثمان، خاصة وأن مادة العنب من غير الممكن تخزينها في البرادات كمادة التفاح، الأمر الذي أدى إلى إحجام معظم الفلاحين عن متابعة زراعة العنب، والعمل على اقتلاع بعضٍ منه واستبداله بأشجار التفاح، إضافة لذلك فقد بدأ الفلاح يعاني من ارتفاع أجور وتكاليف الخدمات الزراعية لأشجار العنب كالحراثة والرش وغيرهما، عدا عن انخفاض إنتاجية هذه الأشجار.
يشار إلى أن عدد أشجار العنب المزروعة في المحافظة يبلغ 4 ملايين و750 ألف شجرة، يشكل المثمر منها 4 ملايين و250 ألف شجرة، تتركز غالبيتها في مناطق ظهر الجبل، والكفر، مياماس، سهوة الخضر، عرمان، قنوات وشهبا