“استراتيجيك كالتشر”: الإرهابيون أصدقاء واشنطن

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
قد يتساءل المرء عما إذا كان هوس واشنطن بالإرهاب يشمل دعم الجماعات المسلحة المتطرفة طالما أنها مفيدة سياسياً في مهاجمة الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة أعداء؟ من المعروف على نطاق واسع أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عملت على إنشاء تنظيم القاعدة لمهاجمة الروس في أفغانستان والآن انتشرت هذه الجماعات المتطرفة في سورية وبدعم كامل من الحكومات الأمريكية.
وبما أن إيران لا تزال عدواً بالنسبة إلى الإدارات الأمريكية، ليس من المستغرب أن نلاحظ أن الولايات المتحدة تدعم أيضاً الجماعات الإرهابية التي لها القدرة على مهاجمة أهداف في الجمهورية الإسلامية.
وتحقيقا لهذه الغاية، شارك مؤخراً عدد من كبار المسؤولين السابقين والسياسيين في القمة التي عقدت في باريس لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم 10 حزيران، لتوطيد ودعم علاقاتهم مع المجموعة الإرهابية الإيرانية (مجاهدي خلق)، كان الاجتماع عبر الفيديو بسبب إرشادات الوقاية من COVID الفرنسية، وكان المتحدث البارز ميشيل فلورنوي، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق للسياسة في عهد الرئيس باراك أوباما.
وكانت فلورنوي تعتبر في يوم من الأيام المرشحة الأولى لتكون وزيرة دفاع الرئيس جو بايدن وهي ترأس حاليًا شركة استشارات WestExec Advisors التي شاركت في تأسيسها مع وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكين الذي كان له تأثير كبير على التوظيف والقضايا الأخرى في البيت الأبيض.
في حديثها، اتهمت إيران بتشكيل خطر على أمن الشرق الأوسط والولايات المتحدة وشعبها، موضحة كيف أنه “منذ عام 1979، كان على كل إدارة أمريكية التعامل مع التهديد الذي يشكله النظام الثوري الإيراني وإدارة بايدن لا تختلف.
وقالت إن إيران هي واحدة من أكثر قضايا السياسة الخارجية إلحاحًا على مكتب الرئيس، ودعت إلى “تغيير النظام الداخلي” في الجمهورية الإسلامية، كما تحدث وزير الخارجية السابق مايك بومبيو قائلاً: “إن منظمة مجاهدي خلق يجب أن تكون مباركة ومحمية”.
وصفت القمة نفسها بأنها “أكبر حدث دولي على الإنترنت مخصص لتحرير إيران بهدف التحريض على الانتفاضات ضد الحكومة في الجمهورية الإسلامية.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن أعضاء الكونغرس المشاركين جميعاً لديهم علاقات وثيقة للغاية مع “إسرائيل” واللوبي الداخلي التابع لها، والذي كان جادًا في جهوده لتشويه سمعة إيران باعتبارها العدو المحدد لأمريكا واللدود لإسرائيل، وللتأكيد، لم يذكر أحد في القمة حتى استخدام “إسرائيل” لنشطاء مجاهدي خلق لتنفيذ اغتيالات لعلماء وعمليات تخريب داخل إيران.
منظمة مجاهدي خلق مخلوق هجين فضولي على أي حال من حيث أنها تتظاهر بأنها خيار حكومي بديل لإيران على الرغم من احتقارها من قبل جميع الإيرانيين. وإن كره المنظمة من قبل الإيرانيين جميعاً منتشر لدرجة أن تجعلها محبوبة للغاية من قبل واشنطن و”إسرائيل” التي ترغب استبدالها بالنظام الإيراني، لأنها تتطابق مع وجهات نظر الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
تدار منظمة مجاهدي خلق من قبل زعيمتها مريم رجوي، مع عدد من القواعد التي تقيد وتتحكم في سلوك أعضائها، ويعترف أحد أعضائها إنهم يعيشون في زمن العبودية لكن في العصر الحديث.
وقدمت مؤسسة راند تقريراً أعدته لحكومة الولايات المتحدة، أجرت مقابلات مع أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وتعمل المجموعة حاليًا انطلاقاً من مجمع سرّي ومُشدد الحراسة على مساحة 84 فدانًا في ألبانيا يتم دعمه سرًا من قبل مجتمع المخابرات الأمريكية، وكذلك من خلال مكتب أمامي لـ “الجناح السياسي” في باريس، حيث تشير إلى نفسها باسم المجلس الوطني مقاومة إيران (NCRI).
وتدعم المملكة العربية السعودية منظمة مجاهدي خلق مالياً، مما يمكّنها من تنظيم أحداث في الولايات المتحدة وأوروبا حيث تدفع بسخاء السياسيين لإلقاء خطب مدتها خمس عشرة دقيقة تشيد بالمنظمة وكل ما تفعله.
إنها رشوة لسماسرة السلطة داخل بيلتواي، وقد أثبت دعمها من قبل “إسرائيل” نجاحًا كبيرًا لدرجة أنه تم إزالتها من قائمة وزارة الخارجية للإرهاب في عام 2012 من قبل هيلاري كلينتون على الرغم من أنها قتلت الأمريكيين في السبعينيات.
كما هو موضح أعلاه، قامت منظمة مجاهدي خلق بالانتقال من جماعة إرهابية إلى “أبطال الديمقراطية الإيرانية” بفضل الضغط المكثف من كارهي إيران.. يبدو أنه لم يخطر ببال أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين أن جماعة مجاهدي خلق لديها تاريخ كامل قبل ظهورها على الساحة في واشنطن وبدأت في شراء السياسيين الأمريكيين.
يدير أكثر من ألف من أنصار المنظمة آلاف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت واحد، الهدف من كل الأحاديث هو إقناع الجمهور الذي يتحدث الإنجليزية في الغالب أن هناك مجموعة كبيرة من الإيرانيين المعادين للنظام ويدعمون مجاهدي خلق.
بقلم: فيليب جيرالدي
Strategic Culture

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟