بلا مقدمات ولا أسئلة ولا تساؤلات ولا شرح العمل دون عمل .. هو سؤال واحد بعد حديث السيد الرئيس بشار الاسد خلال اجتماعه مع الحكومة فيما يتعلق بالإعلام: متى نبدأ العمل؟
أنا قلت بلا أسئلة وأرجو أن ننتبه، ليس هناك أي تناقض بين ما قلته وبين السؤال الذي أطرحه ..متى نبدأ.؟
كل شيء واضح ولا نحتاج إلى حملة جديدة من المحللين لشرح العمل المطلوب .. وإنما البدء بالعمل .
مسؤولية كبيرة وثقة غير محدودة يفترض أن نستمد منها القوة والعزيمة، عندما يقول الرئيس الأسد مخاطباً الحكومة إن (نجاح الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه وفشل الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه، فأتمنى أن تكون هناك استجابة لكل متطلبات الإعلام بالمعلومة، بالتصريح، بالبيان، من غير الممكن أو من غير الكافي أن نقوم بعمل وألا نشرح عن العمل.)
وبكل شفافية ومن موقع عملي الإعلامي أقول: إن الأنظار تتجه إلى السيد وزير الإعلام الجديد لعدة أسباب، أولها أنه جاء من البيت الإعلامي الأكاديمي وربما معظم إن لم نقل إن جميع الذين تخرجوا من كلية الإعلام بجامعة دمشق ويعملون في المؤسسات الإعلامية هم من طلاب الوزير الجديد، والأمر الآخر إن السيد الوزير بالتاكيد يعرف ويدرك آليات العمل الناجحة في وسائل الإعلام أكثر بكثير من طلابه الذين يقود بعضهم اليوم المؤسسات الإعلامية ويعمل بها البعض الآخر، لا بل تقلد بعض طلابه المنصب الذي جاء إليه اليوم السيد وزير الإعلام.
ولذلك عندما يكون القائد الإعلامي من هذا النوع فهو ليس بحاجة إلى من يشرح له حول العمل الإعلامي المؤسساتي وعوامل نجاح العمل الإعلامي فهو يفهمها جيداً، ونفهمه جيداً منذ أن كنا طلابه، لذلك فإن مهمته ربما تكون صعبة نتيجة تراكم آليات العمل الفردي في الإعلام وغياب العمل المؤسساتي لكنها لن تكون مستحيلة .
لذلك نقول اليوم بكل شفافية وحرص وعلى قاعدة الشراكة في تحمل المسؤولية إن الامر يتطلب جرأة من المسؤولين عن الإعلام، وجرأة من الإعلاميين، وحماية حقيقية، لأن ثمة مشكلة حقيقية موجودة، وهي فزاعة ووجود من يروجون للخوف والتخويف وليس للجرأة والشفافية، ومن بين هؤلاء من يعمل على هدم جسور التواصل وليس تمتينها، ولعل ما يناقض هذه المشكلة التدخل بعمل الإعلام بإذن ومن دون إذن، ولا سيما من خارج الجسد الإعلامي، وهذه المعاناة موجودة منذ سنوات وأشكال التدخل لا تقتصر على جهة دون أخرى أو مسؤول دون آخر من وزراء ومحافظين.
الأمر الآخر ثمة ظاهرة انتشرت وتتمدد بوجود بعض الاشخاص محدودي العدد وكأنهم ينامون في أروقة الشاشات التلفزيونية ليظهروا كل يوم ويتحدثون في كل شيء، ويكرر الكلام نفسه كل يوم على الشاشات، ما جعل الشاشات تخسر عوامل الجذب والتنوع في الآراء والأساليب.
ومثل هؤلاء الذين يتم تقديمهم كل مرة تحت عنوان يختلف عن المرة السابقة بأنه مفكر استراتيجي أو محلل أو كاتب ما يؤدي إلى عزوف الجمهور عن متابعة الوسيلة الإعلامية.
ثقتنا كبيرة بأن السيد وزير الإعلام الجديد لن يهدأ ولن نهدأ معه بالعمل وليس شرح العمل فقط، والأهم من ذلك التمسك بالعمل المؤسساتي وتقاليد العمل المؤسسي والتكامل في الأداء وفي العقلية وفي الرؤية، ومصدر قوتنا هو السيد الرئيس بشار الأسد وحديثه حول الإعلام في اجتماعه مع الحكومة، وهو ليس الضوء الأخضر فقط وإنما ثقة وتكريم ودفاع عن الإعلام والإعلاميين ، ويفترض أن تكون وصلت الرسالة للجميع بأنه لا يوجد سقف للإعلام إلا سقف الوطن.
الكنز – يونس خلف