الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
ربما أغلبنا اليوم ومن معاناته الحياتية لجهة صعوبة تأمين المتطلبات المعيشية، يتجه بمشاعره إلى التشاؤم والإحباط وحتى اللغة المستخدمة بين البشر أصبحت محملة بألفاظ سلبية قاتمة، وفي حياتنا اليومية نلتقي بمن يتصف سلوكهم بالأنانية وعدم اعتبار الآخرين للخروج من عنق الزجاجة. لكن من المؤكد أننا أيضاً نلتقي بمن يتسم سلوكهم بالتعاطف والمساعدة والمحبة، وقد ترتاح نفوسنا وتطمئن إذا وجدنا أن الذين يسرفون في الاهتمام بذاتهم ولا يبالوا بوجع الآخر هم قلة قليلة.
مجموعة من ألوان السلوك الاجتماعي الإيجابي من تعاون وتسامح وغيرية وغيرها هي العلاج الأجدى للتشاؤم والإحباط، إنها طوق النجاة لهموم حياتية تزداد يوماً بعد الآخر وتحديات معيشية قاهرة، وبالتالي فإن للأسرة والأساليب التي تتبعها في تنشئة أطفالها الدور الكبير في التأثير على هذا السلوك من خلال قيام الوالدين بالسلوك الاجتماعي الإيجابي باعتبارهما نموذجاً يُحتذى به فإذا كان الأب عطوفاً رحيماً يقوم بالأفعال الاجتماعية الإيجابية من مساعدة الآخرين كان احتمال تقليد أطفاله لكرمه وعطفه ومد يد العون للآخر كبيراً وبالمثل يستطيع المربون ورجال الدين ووسائل الإعلام أن يعملوا على تنمية تلك القيم والمثل من خلال دعمهم لهذا السلوك حين يحدث.
تقاذف المسؤوليات وإلقاء التهم جزافاً يغرقنا في دوامة اليأس والإحباط..الحزن والكآبة.
ليسأل كل منا نفسه وهو ينتظر حلولاً حكومية لأزماته المعيشية القاسية.. هل في سلوكنا نرى الآخر؟ نشاركه فيما لدينا من خبرات؟ نساعده إذا احتاج إلينا؟.