أول الكلام… إن كنتَ سوريّاً..!!

الملحق الثقافي – هفاف ميهوب:

يضطرّنا هذا العالم الذي نعيشه، والمتفاقمُ فيه الجهلِ الذي هو سببُ كلُ ما يتوالى علينا من بشاعات، للبحثِ عن عالمٍ أكثر قيمة وجدوى، وأشدّ جمالاً وطمأنينة وسلام حياة.
إنه عالمُ المعرفة، حيث ضوء العقل الذي يُبهر الحياة، ويُخضعها لما فيه من سحر.. لكن، وإن قال قائلٌ، وقد قال كُثرٌ إن القراءة والثقافة والإبداع، لا يُطعمان خبزاً في هذا الزمن الجائع، أقول: هل أطعَمنا الجهل إلا سموم جاهليّته، لاحقتنا بجلابيبِ ظلامها، وضوضائها الهادرة بأفكارٍ ومعتقداتٍ، انقضّت على وعينا وافترسته، بعد أن خنقت عافيته.
لا.. لا شيء غير العقل يُنقذنا من هذا التدهور الكليّ.. نهتدي بنوره، فنشعر وكلّما أوغلنا في أسراره، بأننا نسمو ونرتقي..
هي ليست موعظة، أو دعوة للمثاليّة، في زمنٍ لم يعد الإنسان فيه يهتمّ أو يبحث، إلا عما يسدُّ به رمقه، بعد أن تكالبت لتجويعه وإخضاعه، كلّ وحوش العالم، وأقذرها أميركا المُتخمة بديمقراطيتها الإرهابية.
إنها الحقيقة التي تؤكّد أن الإنسان السوري، لا يمكن أن يستسلم لأيّ ظرفٍ، مهما قسا عليه وأوجعه.. لا يستسلم بل يواجه، وهو ما فعله على مدى التاريخ ولا يزال، مؤكّداً أنه ابن الشّمس التي وهبت نورها للعالمِ بأكمله…
نعم، الإنسان السوريّ يواجه، وبكلّ ما يملكه وتباركه روحه التي قد لا يشعر بمقدارِ عظمتها، إلا من أطلقها تحلّق وتستكشف، لتعود إليه راضية مرضيّة، تنبضُ بالحياة التي تهبها، أرقى وأجمل عطاءاتها.
إنها الروح ذاتها التي تجعلنا نفخر بأصالة انتمائنا، وإلى هذا الوطن الذي أنجبَ عظماء، كانوا ومازالوا، ورغم معاناة بعضهم وقلقه وعزلته، رموزاً للعالم الشاسع الذي اقتدى بنورهم.. نورُ العقل الذي استبصر «أبو العلاء المعري» إشعاعاته، فاستحقّ أن يقول فيه، وهو يشعرهُ يضيء عينيه:
«كذبَ الظنُّ لا إمامَ سوى العقلِ/ مشيراً في صبحهِ والمساءِ
فـــإذا مـا أطعتهُ، جــلبَ الرحمةَ/ عند المسيرِ والإرســـاءِ»..

mayhoubh@gmail.com

التاريخ: الثلاثاء 24- 8- 2020

رقم العدد: 1060

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار