الثورة أون لاين – علم عبد اللطيف:
(اركول سافينيان سيرانو دي بيرجيراك)..
هو كاتب قصص ومسرحي فرنسي (1620-1655)..ابن أبيل دي سيرانو.. سيد إقطاعية دي موفير إي دي بيرجيراك، ولد في باريس في 6 مارس 1619 أو 1620، وكان من بين زملائه التلاميذ كاتب سيرته المستقبلي، هنري لوبريه.
مضى إلى باريس ودرس في جامعة دي بوفيه، حيث كان معلمه جان غرانجييه، والذي سخر منه بعد ذلك في مسرحية المتحاذق المخدوع (بالفرنسية: Le Pedant joue)
(عام 1654)، في عمر التاسعة عشرة دخل هيئة الحراس وخدم في حملات عسكرية أعوام 1639 و1640، وبدأ منها مغامراته التي صنعت منه بطل حكايات حقيقي.
كان خليط سيرانو الإبداعي بين العلم والرومانسية نموذجاً للعديد من الكتاب اللاحقين، ومن بينهم جوناثان سويفت وإدغار ألان بو.
رواية فرنسية معربة.. عربها مصطفى لطفي المنفلوطي في اوائل القرن العشرين.. اسمها (الشاعر) او ( سيرانو دي برجراك).. عن النص المسرحي لـ الفرنسي (ادمون روستان..)
في هذه الرواية التي تدور أحداثها في القرن السابع عشر.. إبان الصراع العسكري بين فرنسا وألمانيا على مقاطعتي الالزاس واللورين.. الحدوديتين بينهما.. تكون (مادلين روبان.. الشهيرة بـ (روكسان).. بطلة الرواية.. صبية جميلة من الطبقة الارستقراطية.. تحب سماع الشعر والكلمات اللطيفة البليغة.. ويحبها ابن عمها (سيرانو) الشاعر.. والبطل المقدام.. لكن أنفه الطويل جداً.. والبشع.. جعله يحجم عن مصارحتها بحبه.. ولجأ إلى طريقة بأن بعث إليها مع شاب جميل.. لكنه خالٍ من الشاعرية والثقافة.. اسمه (كريستيان).. بقصيدة يبثها فيها حبه.. وحدث ان خالت روكسان أن كريستيان هو صاحب القصيدة.. واستزادته.. فلم يُحِر جواباً.. وعاد الى سيرانو.. الذي أبى أن يفضح صديقه الغرّ.. ووقف خلفه بإباء وكبر نفس.. وصار يلقنه الكلمات التي تطرب لها روكسان.. مضحياً بحبه مقابل أن تكون سعيدة بحب شاب جميل ويُسمعها شعراً.. ولو كان من شعره هو.. اي سيرانو، وهي آخر تمظهرات عصر النبالة والفروسية.
الرواية تمضي هكذا.. إلى أن تنتهي بموت كريستيان في الحرب.. وعودة سيرانو جريحاً.. ويقف مناجياً حبيبته تحت شرفتها في الظلام.. مردداً على مسامعها عباراته التي عرفتها يوماً.. وتعرف من خلالها كل شيء.. لكن سيرانو كان ينازع الموت.
إلى هنا تبدو القصة عادية.. إلى أن نعرف أن قصة تلقين سيرانو الشعر… وكتابة الرسائل لـ روكسان.. باسم كريستيان.. تجدّدت على يد الاب الدكتور يوسف الحويك في القرن العشرين، الذي صار يبعث الرسائل والأشعار عالية المستوى إلى مي زيادة باسم ابن عمها (نعوم).. الذي بالكاد يعرف القراءة والكتابة.. لكن الحويك المثقف والفنان يعرف كم اسرت مي لغة جبران الشاعرية والرومانسية..
تقول مي ليوسف الحويك.. في مخطوط (ايزيس كوبيا).. عن يوميات العصفورية.. ونشره الروائي واسيني الأعرج بذات العنوان.. بعد أن التقته برفقة أمين الريحاني، وقد زاراها بعد خروجها من العصفورية التي ألقاها فيها ابن عمها (جوزيف زيادة ).. للتخلص منها طمعاً بثروتها:
(- بالنسبة لي لا يمكن ان انسى، مش حضرتك ياللي كنت تتخفى وراء رسائل خطيبي ابن عمي نعوم
– بالضبط.. يافضيحتك يايوسف… هههههههه
-كيف ما مرّ بذهنك ان اللي كنت عم تكاتبها هي مي؟… الرجال بهاليل حقيقة..
-معك حق يامي… بهاليل .. وأي بهاليل..)
وتتابع مي:
لا أدري إذا كان يوسف الحويك يعلم بخراب ما فعله، كادت لغته تقتلني وترميني بين ذراعي نعوم، فقد اكتشفت لاحقاً بعد أن رسمت الخطوبة، أن عالم نعوم كان شيئا آخر، لا علاقة له بي مطلقاً..)
