تمادٍ أميركي وشلل أممي

بالإرهاب وحده بكل أشكاله السياسية والعسكرية والاقتصادية تحاول الإدارات الأميركية تمديد نفوذها الاستعماري وبسط هيمنتها بالقوة على الدول والسطو على مقدراتها وثرواتها وانتهاك حقوق الشعوب بسلسلة طويلة لا تنقطع من التعديات وجرائم الحرب.

المتمعن في التاريخ الأميركي القريب منه والبعيد يعي جيداً كيف تمد واشنطن للإرهاب مداً وكيف ترسم له إحداثيات جرائمه وسيناريوهات تهديده لسلام الدول وأمن الشعوب، وغاياتها من وراء كل تلك الفوضى الإرهابية الممنهجة والمرادة هي شل قدرات الدول وجيوشها على مقاومة احتلالها ورفض مشاريعها الاستعمارية وتضييق الخناق على قدراتها بالتصدي والصمود في وجه عواصف إرهابها سواء العسكرية العدوانية أم الاقتصادية الجائرة أم بتعويم الأباطيل الكيماوية على سطح مشهد الاتهام الكاذب عندما تفقد قدراتها على إحداث ثغرات في جدران منعة الدول وثبات شعوبها لتتسلل منها لاستكمال أجنداتها اللصوصية والتخريبية.

لم ير التاريخ دجلاً وتدليساً وأشد إمعاناً في الغطرسة العدوانية من واشنطن في كل ما يصدر عن مفاصل إدارتها وأركان بلطجتها من تصريحات مقيتة وما يتفوهون به من ترهات كاذبة.

فالإدارة الأميركية المارقة بسلوكها وتصرفاتها على القانون الدولي والخارجة عن سكة الشرعية على حرف الحقائق وتزوير وتشويه المعطيات بكل فجور وتماد مفضوح على شرعة الأمم وأعرافها ومواثيقها، وتجاهر على الملأ بخرقها للقوانين وتطاولها على حقوق الإنسان متلطية خلف قش حرصها على سلام الشعوب لتعتدي وتنتهك وتستبيح حرمة وسيادة الدول الرافضة للتبعية والمتشبثة بحقوقها السيادية الوطنية.

بيان الخارجية الأميركية الأخير الذي يدعي عكس الحقائق ويعوم الافتراءات مجدداً ويشوه المعطيات الصارخة التي تدلل على الانخراط الأميركي الكبير في نزيف الشريان السوري الذي استهدفته سكاكين إرهابها والعقوبات السافرة التي يراد لها خنق إمكانيات صموده وسبل عيشه ومنعه من استكمال دورة تعافيه ونفض غبار إرهاب واشنطن وأدواتها عن كاهل حياته هذا البيان المضلل محاولة قذرة جديدة من إدارة جو بايدن للمواربة والتمويه والتعتيم على الممارسات الإجرامية الأميركية و فيه من الرياء والكذب المفضوح ما يثبت الجرم الأميركي في كل ما يعاني منه السوريون من أوضاع معيشية صعبة نتيجة سرقتها لموارده ومقدراته وحصارها الظالم على سبل حياته.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه ضمن هذه الهمروجات العدائية والدعائية الأميركية التي لا تمل واشنطن عن اجترارها إلى متى ستبقى الأمم المتحدة بكل منظماتها المعنية رهينة الانصياع الصاغر للمشيئة الأميركية؟ ومتى ستكسر القيد الأميركي وتغرد خارج سرب الدجل الممارس بكل فجور من قبل واشنطن وتضع النقاط على الحروف وتشير بأصابع الاتهام على المتسبب الرئيسي بعذابات السوريين ومعاناتهم جراء إرهاب أميركا وعقوباتها الجائرة وأن واشنطن وإن خادعت وناورت وراوغت هي بيت الداء الإرهابي ومصدر الشرور العالمية.

حدث وتعليق – لميس عودة

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي