بسبب موجات الحر الشديد التي تشهدها سورية و انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بات أغلب المواطنين ينتظرون فصل الشتاء بفارغ الصبر حتى ينتهوا من هذا الصيف اللاهب، ولكن نسوا أو تناسوا أن الشتاء لن يختلف كثيراً عن الصيف بل ربما يكون أشد وطأة من حيث انعدام الدفئ وانقطاع الكهرباء وجميع وسائل التدفئة الأخرى.
قالوا فلكياً إن فصل الشتاء القادم سيأتي باكراً وسيكون أبرد من فصول الشتاء السابقة، أي أننا سنعاني في هذا الفصل أكثر من الصيف والأسباب كثيرة، وأولها أنه في فصل الصيف عانى الناس الأمرين من أزمة المواصلات بسبب عدم توافر المازوت والبنزين، فإذا قدم الشتاء من دون مازوت، ومع الإعلان والتنفيذ عن تخفيض مخصصات المازوت إلى خمسين ليتراً فقط، ورفع سعر هذا اللتر.
فصل الشتاء لم يأت بعد وقارب سعر ليتر المازوت بالسوق السوداء الثلاثة آلاف ليرة، فإذا ازم الشتاء فكم سيبلغ سعر الليتر ؟! .
وبسبب عدم توافر المازوت وعدم قدرة المواطن على شرائه إن توفر لارتفاع سعره فسيكون اعتماده على الكهرباء والحطب طلباً للدفء، ولكن هيهات هيهات، فالكهرباء ستكون أكثر شحاً شتاءً بحجة عدم تحمل مراكز التحويل الاستجرار الكبير للتدفئة.
أما التدفئة على الحطب فلا داعي للتفكير بها فقد ذهبت الحرائق المفتعلة في أغلب المناطق بغالبية الحطب المنتظر للتدفئة وخاصة لمدن الريف الأكثر برودة، وإن وجد هذا الحطب فقد بلغ سعر الطن منه صيفاً الخمسين ألفا، فكم سيبلغ سعره شتاء.
أما التدفئة على الغاز وهو عبر البطاقة الذكية، وفي فصل الصيف يتم استلام جرة الغاز كل سبعين يوماً وسعرها بالسوق السوداء قارب الستين ألفا، فكيف سيكون الحال شتاءً، أي أن التدفئة بالغاز غير قابلة للتنفيذ.
أما وسيلة التدفئة الأخيرة والأكثر حداثة وهي حديث المجالس وهي الطاقة الشمسية، فلن تكون ذات فائدة شتاء وبالكاد تغطي الإنارة.
فصل الشتاء اقترب وسواء كان قاسياً أم عادياً، فالناس بحاجة الى تدفئة دون أمل مضمون بأي وسيلة من وسائل التدفئة المعروفة ، لذلك على الجهات المعنية أن تعد العدة منذ الآن – حتى لا تقول فاجأنا برد الشتاء – وتبادر إلى حشد كل الإمكانات لتأمين معظم وسائل التدفئة تلك.
عين المجتمع – ياسر حمزه