يتقدم الاعتماد على التقانة والعلوم الحديثة في العالم في كل مناحي الحياة ومنها الرياضة، كان الاعتقاد السائد في العلم أن كرة القدم لا يمكن تطبيق الإحصائيات والبيانات عليها، وذلك لأنها تتدفق بحرية كبيرة، لكن هذا الاعتقاد أثبت عدم صحته، فالعلم الآن يشهد توسعاً لافتاً في استخدام تحليل البيانات في معظم أندية كرة القدم، وليس بالعالم فقط بل بالأندية العربية، وتعد التجربة المصرية لافتة في هذا المجال مع التنامي الكبير لشركات الإحصاء وتحليل البيانات، لكن أين كرة القدم السورية من هذا؟.
يوفر محلل الأداء الكثير من الوقت والجهد على المدرب، ويساعده على بناء نظام تكتيكي مدروس، حيث يقوم محلل الأداء بتحويل التفاصيل الفنية إلى معلومات معززة بالأرقام، على أن الرؤية التحليلية التي يوفرها المحلل لفريقه والفريق المنافس تقدم مساعدة مهمة جداً للمدير الفني.
بدأت كرة القدم تتحول مع التطور إلى التخصصية الدقيقة، حتى أن المختصين مثل مدرب الحراس ومدرب اللياقة يشترط في الأندية الكبيرة أن يحملوا شهادات جامعية تخصصية، كما أن هناك دورات خاصة بالتحليل والتقييم يتم اتباعها بشكل متطور ومكثف ويشترط أن يمتلك المحلل شهادة في التدريب الرياضي وشهادة اختصاص في تحليل الأداء.
ثمة فارق كبير بين مفهوم قيادة المباراة وتحضير المباراة، وعندنا يغيب المفهوم الثاني بشكل كامل حيث لا نشاهد سوى تمارين مكررة طوال الموسم وتشكيلات ثابتة وتبديلات مقروءة لذلك نشاهد دورياً بلا مفاجآت وبفوارق فنية تخضع لجودة اللاعبين أولاً وثانياً وثالثاً، وبالتالي فإن الغالبية من مدربي دورينا يعيشون تحت رحمة جودة لاعبيهم وقدراتهم الفردية في بعض الأحيان والصدفة في أحيان أخرى مع الكثير من الترويج لمصطلحات مثل الحالة الانضباطية والحالة المعنوية حيث يحاول البعض الاختباء خلف هذه المصطلحات لإخفاء نقص المعرفة لديهم.
ختاماً.. فإن تطوير الكرة السورية يبدأ من تطوير هذه الجزئية، قتل الصدفة هو الخطوة الأولى نحو كرة قدم حقيقية واتحاد الكرة مطالب بتعزيز هذا الجانب المهم من خلال إجراء دورات وورشات عمل بعلوم التحليل وجعل محلل الأداء جزءاً فعالاً في المنتخبات الوطنية وليس مجرد خانة للتعبئة.
ما بين السطور – سومر حنيش