كالوحوش الضارية وهي تتدافع وتتصارع على فريستها، بات البعض الكثير منا لا يفوت أي فرصة حتى ينهش بلحم أخيه، وكأننا وصلنا إلى نهاية المطاف، وما عجز أعداؤنا عن تحقيقه طوال سنوات الحرب الماضية من كسر إرادتنا ومقومات صمودنا وانتصارنا ها نحن نحققه لهم بلا أي ثمن ودون أي مقابل.
جميعنا على قارب واحد، وجميعنا يعاني من هذه الظروف الصعبة والعصيبة جداً، والتي سببتها الحرب العدوانية والإرهابية علينا وما عقبها من عقوبات وحصار لا يزال متواصلاً من قبل قوى الاستعمار، لكن هذا لا يمكن أن يكون مبرراً لأحد لأن يفقد إنسانيته ويتحول إلى وحش ينهش كل ما حوله مهما نالت منه تلك الظروف ومهما حملته بعيداً إلى حافة الوجع والعذاب.
لقد كان الصمود عنوان حياتنا وسبباً من أسباب انتصارنا وهلع أعدائنا الذين لن ينجحوا بكسر إرادتنا وتحطيم قيمنا ومبادئنا وإنسانيتنا، والأهم من ذلك كله أنهم لن ينجحوا باغتيال سوريتنا، فنبضنا واحد وأرضنا ومستقبلنا واحد، ودماؤنا التي روينا بها أرض وطننا واحدة، ولا يمكن أن نعبر خطوة واحدة إلى الأمام إلا ونحن على قلب واحد.
لا بد لهذا النفق المظلم من نهاية، ولابد أن يكون هنالك قبس من نور يثمر انتصارات جديدة وأحلاماً وطموحات تكون بحجم تضحياتنا وبطولاتنا ودماء شهدائنا.
عين المجتمع- فردوس دياب