روسيا طلبت من هولندا توضيحاً حول دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية، وهذا في الواقع يجب أن ينسحب على كل الدول الأوروبية الداعمة للإرهاب في سورية، والأهم أن توضح حكومات هذه الدول لشعوبها، ما الذي تجنيه من وراء مشاركتها بالحرب الإرهابية المتواصلة، فهي لم تحقق أي هدف سياسي؟! وما هو سر حقدها وعدائها المستحكم للشعب السوري، فهو معروف عنه تاريخياً احترامه لكل شعوب العالم، وربما الجواب الذي يتبادر للذهن هو أن تلك الدول تحن إلى ماضيها الاستعماري البغيض، وتعتقد أن الارتهان للسياسة الأميركية وتنفيذ أجنداتها العدوانية، سيمكنها من تحقيق أوهامها الاستعمارية.
الدول الأوروبية على وجه العموم محكومة بعلاقة التبعية العمياء للولايات المتحدة، وهولندا تؤدي مهامها القذرة في سياق الدور الوظيفي المناط لها أميركياً، من دون أن تراعي مصالح شعبها، وسبق لرئيس حكومتها مارك روته أن اعترف بتدخله الشخصي في عرقلة تحقيقات برلمانية حول تقديم ملايين الدولارات للإرهابيين في سورية، في حين أطلقت حكومته قبل نحو عام مزاعم باطلة ضد سورية بما يتعلق بحقوق الإنسان، واستخدمت محكمة العدل الدولية في لاهاي لخدمة أجندات واشنطن السياسية، ودورها القذر هذا، هو استكمال للدور الفرنسي والبريطاني والألماني والبلجيكي في دعم الإرهاب، ولكن في النتيجة فشلت تلك الدول من تحقيق المشروع الصهيو-أميركي المعد لسورية.
الحكومات الأوروبية لا شك أنها استطاعت عبر دعمها للإرهاب إحداث دمار كبير للبنى التحتية في سورية، وما زالت تلحق الضرر والأذى بالشعب السوري من خلال عقوباتها وحصارها الجائر، ولكنها عجزت عن إخضاع الدولة السورية للمشيئة الأميركية، وهي ستبقى عاجزة عن توضيح موقفها الداعم للإرهاب، ليس أمام الرأي العام العالمي وحسب، وإنما أمام شعوبها على وجه الخصوص، لأن نفاقها لم يعد ينطلي على أحد، فحتى الإعلام الغربي نفسه بات يعري كل مزاعم تبريرها لدعم الإرهاب، ويفند أكاذيبها بناءً على دلائل حقيقية بعيدة عن التضليل والتزييف.
أوروبا المرتهنة، نفذت حكوماتها كل المهام الموكلة إليها في سياق الحرب الإرهابية على سورية، واستخدمت كل أنواع الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من دون أن تحقق غاياتها الاستعمارية، والوقائع التي تفرزها مجريات الأحداث تثبت استحالة أن تحقق أوهامها، ولكن انجرارها الأعمى خلف السياسات الأميركية يمنعها من التفكير بأن تعيد حساباتها ومقارباتها السياسية، فتراكم من جرائمها بحق السوريين، ولا تريد إدراك حقيقة مهمة، بأن دورها الداعم للإرهاب، لم يجلب لها سوى المشاكل الأمنية فكانت عرضة لارتداداته، وجعلها أيضاً عرضة للابتزاز السياسي من قبل شركائها في الحرب الإرهابية، فنظام أردوغان لا ينفك عن إشهار ورقة اللاجئين بوجهها في كل مرة تحاول فيها الوقوف بوجه أطماعه التوسعية، والولايات المتحدة لطالما هددتها بتعويم الإرهاب داخل أراضيها بحال لم تعمل على استعادة دواعشها، فهل بإمكانها أن توضح ماهية مصلحتها في أن تبقى رهينة القرار الأميركي؟.
كلمة الموقع – ناصر منذر