لولا تلك الأخبار التي قرأناها مؤخراً، عن إعادة إنتاج الفيلم الايطالي (Perfect Strangers) إخراج باولو جينوفيزي، إنتاج 2016، لربما لم نكتشفه يوماً.
فيلم (غرباء تماماً) الذي سيعاد صنعه عربياً… أنتج منه حتى الآن (18) نسخة، دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في تموز 2019 بوصفه الفيلم الذي أعيد إنتاجه بالمعدل الأعلى في تاريخ السينما على الإطلاق.
إذا عدنا إلى الفيلم، لنكتشف سره السينمائي، نعاين فيه…
الزمان: ليلاً، والقمر على وشك أن يعيش حدثاً فريداً…خسوف كلي.
المكان: منزل دكتور الجراحة التجميلية روكو وزوجته الطبيبة النفسية إيفا.
الحدث: سبعة أصدقاء على العشاء.
الحبكة: الأصدقاء السبعة، يقررون أن يلعبوا لعبةً شرطها أن يضع الجميع هواتفهم الخلوية على طاولة العشاء بحيث يتشارك الجميع الرسائل والمكالمات…وتسقط الأسرار…
يبدأ الفيلم، بلقطات خاطفة لنرى كل صديق كيف يجهز لهذا اللقاء، مع تكثيف لبعض تفاصيل حياته، وبينما يتسارع ايقاع الفيلم ليجتمع الأصدقاء السبعة على العشاء، بما يظهر للوهلة الأولى، أنه مجرد حفل صغير احتفاء بكسوف كلي للقمر.
ومن ثم ينتقلون بسلاسة إلى نقاشات تفضي بهم إلى اللعبة التي تقترحها المضيفة الطبيبة النفسية، والتي ما إن تبدأ ويتشاركون الرسائل والمكالمات، حتى يتتالى سقوط الأقنعة…ليتسارع ايقاع الفيلم لنرى كيف ستتفكك العلاقات التي ما إن فتح صندوقها الأسود حتى تهشمت ..
لا نكتشف أن الامر مجرد لعبة لم تحصل، إلا في نهاية الفيلم حين نرى كل ثنائي لايزال مع شريكه، وأن اللعبة منذ البداية عبارة عن افتراض(ماذا لو) لم يقبلوا بحدوثه، اللعبة رفضت…ومن هنا تأتي أن فرادة الفيلم تأتي حين نكتشف في النهاية أن اللعبة رفضت، والأقنعة على حالها، ما فعله صناع الفيلم مجرد لعبة ذهنية مورست على المشاهد نفسه…
وتبقى الأقنعة…
غير مسموح لنا إطلاقاً بفتح صناديقنا السوداء، حقوق الملكية لنا فقط..
رؤية -سعاد زاهر