الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير بشار محمد:
ما تعرضت له سورية من ظلم ذوي القربى وعدوان وحصار وإرهاب وسفك لدم أبنائها وتدمير لبناها التحتية وسلب لخيراتها وثرواتها لم تتعرض له أي دولة في العالم على مرّ التاريخ وبشهادة المتآمرين والممولين والمخططين الذين أنفقوا مليارات الدولارات وقدموا الدعم اللوجستي والتجييش الإعلامي العالمي غير المسبوق والذي كان كفيلاً بهدم وانهيار دول كبرى إلا سورية.
سورية كل الحكاية فرغم كل ما جرى وما قيل وما أنفق بقيت سورية الدولة والسيادة والشعب الذي لا يلين والدستور والمؤسسات والجيش العربي البطل وبقيت سورية الدور المحوري واللاعب المهم في رسم سياسات المنطقة بصمودها وثباتها على مبادئها الوطنية والقومية فكانت الحضن العربي الداعم للأشقاء على امتداد الوطن العربي متجاوزة كل الجراح ومترفعة عن كل الآلام متمسكة بالعروبة نهجاً وبالمقاومة خياراً.
سورية التي تعاني ما تعانيه من ويلات الحصار الاقتصادي وإجراءات قسرية غربية أحادية الجانب لم تتوان عن مد يد العون إلى الشقيقة لبنان عندما دقت بيروت باب دمشق لتقديم كل التسهيلات بمرور حوامل الطاقة عبر أراضيها وهي المحرومة منها بقرار أميركي وتواطؤ غربي وصمت عربي وخذلان من بعض الفئات المحسوبة على عوكر والسفارات الغربية.
موافقة دمشق على دعم بيروت هي إشارات ورسائل لمن يريد أن يقرأ أن دمشق هي هي.. ثابتة على الموقف والقرار.. وفية لمبادئها، متمسكة بخياراتها، وحلفائها، وتعي ثمن تضحياتها وترحب بمن يقصدها أخاً عزيزاً كريماً فيما يبقى مخرزها حاضراً متوثباً في عيون من يريد بها شراً وعدواناً.
دمشق هي البوصلة وستبقى قبلة العرب مهما شرقوا أو غربوا ومهما تعالت أصوات النشاز ومهما تعاظمت الضغوط والبلاء فكم صُهرت سبائك الذهب الغالي فما احترقت.