الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل يمكن أن تنطلي المسرحيات الفرنسية المفضوحة الخلفيات والمرامي أصلاً على أحد؟، وهل من عاقل يمكن أن يصدق أن نظام الانتداب الفرنسي ممتعض من شركة لافارج الفرنسية للإسمنت؟، باعتبارها دفعت مليارات الدولارات لإرهابيين على الأراضي السورية، بذريعة تسهيل أعمالها وضمان بقائها؟ وهل من متابع أو خبير بالدهاليز والتلونات الغربية يقتنع فعلياً بما قد يصل إليه القضاء الفرنسي، وبأنه سيقاضي الشركة الفرنسية بتهم التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية في سورية؟.
لا نظن ذلك، فلا يوجد حريات، ولا عدالة فرنسية، أو غربية عموماً إلا في الدساتير، وبين صفحات الكتب، أما على الأرض فما يجري مغاير لذلك قولاً وفعلاً.
وتعود قضية شركة لافارج إلى عامي 2013 و2014، حيث دفعت الشركة الفرنسية عبر فرعها في سورية، ما يقرب من 13 مليون يورو لتنظيمات إرهابية بينها تنظيم “داعش” الإرهابي، كما دفعت لوسطاء من أجل الحفاظ على نشاط مصنعها في سورية، كذلك وبحسب تقارير فإنه يشتبه بأن لافارج باعت الإسمنت من مصنعها في سورية لإرهابيي داعش، ودفعت لوسطاء للحصول على المواد الخام من تنظيمات إرهابية متطرفة.
وأيضاَ ووفق تقرير داخلي بتكليف من لافارج هولسيم التي قامت على اندماج لافارج الفرنسية وهولسيم السويسرية، فإنه في عام 2015 تم تسليط الضوء على تحويل أموال من فرع لافارج السوري إلى وسطاء للتفاوض مع “إرهابيين متطرفين.
ويبقى اللافت هو ما حدث اليوم حيث أعلنت المحكمة العليا الفرنسية أنه يجب التحقيق مع شركة لافارج بتهم التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سورية، ملغية قراراً سابقاً بحقها، فكيف لنا أن نقرأ ذلك؟!.
هل استفاق الضمير الفرنسي إن وجد أصلاً، هل استفاق من سباته الطويل؟، أم هل شعر الفرنسي بالخجل لهول ما اقترفه من جرائم لا أخلاقية بشكل مباشر، أو غير مباشر، بحق السوريين عبر تدخله الدائم والمستمر لإنقاذ الإرهابيين قتلة السوريين، وتأمين كل ما يضمن بقاءهم لأطول فترة ممكنة، وإن كان ذلك تحت ستار الحريات الوهمية، وحتى قناع المساعدات الإنسانية المعروفة الجهة والمستهدفين الحقيقيين؟!.
لا نبالغ إذا قلنا إن ما يقوم به القضاء الفرنسي ما هو إلا محاولة للتنصل، ولو إعلامياً، ودبلوماسياً أقله، من تورط نظامه، وشركات بلاده بالجرائم الإرهابية المرتكبة بحق الشعب السوري، بل هو بشكل أو بآخر وسيلته دون أدنى شك للحصول على وثيقة براءة مزورة من كل الدم السوري الذي سفك بسبب تقديم ملايين الدولارات من لافارج وأمثالها لإرهابيي داعش، فلولا هذه الأموال الطائلة لما اشتد ساعد هذا التنظيم الإرهابي، ولما قويت شكيمته، ولما وصل إلى هذا الحد من التغول والدموية.
الأمور كلها باتت مكشوفة للجميع، فرنسا، كأمريكا، كبريطانيا، كتركيا، ككيان العدو الصهيوني، كلهم متورطون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.
لا حاجة للمزيد من الروايات، والتمثيليات الفرنسية سيئة الإخراج والمضمون، كما أن التلفيقات الغربية لم تعد تجدي، فلا يوجد من يصدقها أو يتقبلها، وآن الآوان لنقول لكل من تآمر علينا: كفاكم.