يحسب للدولة السورية أنها لم تترك أي فرصة لحقن الدماء، إلا واستغلتها، وبذلت من أجلها الجهود الحثيثة حفاظاً على المدنيين ومنع تعريض حياتهم للخطر، وهذه الجهود التي أثمرت في السابق عن عودة الأمان والاستقرار للكثير من المناطق، تثمر اليوم في منطقة درعا البلد، مع دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى تلك المنطقة في إطار اتفاق التسوية السلمية الذي طرحته الدولة والقاضي بتسوية أوضاع المسلحين وتسليم السلاح للجيش وإخراج الإرهابيين.
لاحظنا أنه رغم تعطيل الاتفاق عدة مرات من قبل المجموعات الإرهابية، واعتداءاتها المتكررة على الأحياء السكنية وحواجز الجيش، كيف أن الدولة التزمت سياسة ضبط النفس إلى حدودها القصوى، وأصرت على خيار التسوية ولغة الحوار سبيلاً لإنهاء فوضى السلاح، وإعادة ترسيخ الأمان والاستقرار، انطلاقاً من حرصها على وقف إراقة الدماء، خلافاً لما تريده دول منظومة العدوان التي لم تتوقف لحظة واحدة عن تحريض المجموعات الإرهابية لرفض الاتفاق، والاستمرار بشن اعتداءاتها على نقاط الجيش ومؤسسات الدولة، بهدف إبقاء حالة الفوضى هي السائدة بتلك المنطقة، وجعلها بؤرة دائمة للإرهاب لإعاقة عودة التعافي لسورية.
بكل تأكيد، هذا الاتفاق قطع الطريق أمام حملات التحريض والنفاق التي قامت بها مؤخراً الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي في سياق سياساتهم العدائية والداعمة للإرهاب، وما أطلقته أيضاً السفارة الأميركية في دمشق عبر موقعها الافتراضي نهاية الأسبوع الماضي من تصريحات شكلت أمرعمليات للإرهابيين للتراجع عن تنفيذ الاتفاق، فلم يعد خافياً أن منظومة العدوان بقيادة الولايات المتحدة تعمد في كل مرة تحشر فيها بزاوية الإخفاقات والفشل، لإعادة تعديل استراتيجيتها العدوانية تجاه سورية لمحاولة إحداث تغيير في موازين القوة التي فرضتها انتصارات الجيش العربي السوري، وأرادت من وراء حمايتها وتحريضها لفلول المجموعات الإرهابية في درعا البلد أن تكون حامل مشروعها العدواني الجديد، عبر اتخاذها من تلك المجموعات ورقة ضغط وابتزاز جديدة ضد سورية، ولكن إصرار الدولة السورية على إنهاء الوضع الشاذ في تلك المنطقة بكل الوسائل والسبل أفشل المخططات الغربية مجدداً.
من الأهمية بمكان، التأكيد على أن إنجاز اتفاقات التسوية التي حصلت في أكثر من منطقة احتلها الإرهابيون، لم تكن لتحصل لولا مسيرة الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري، وما قدمه من تضحيات خلال تصديه للحرب الإرهابية، فتلك الإنجازات شكلت ولم تزل الرافعة الحقيقية لمسيرة المصالحات الوطنية التي أثبتت فعاليتها، وأعادت الكثير من المغرر بهم إلى حضن الوطن، وجيشنا الباسل لن يتوقف عن إنجازاته حتى استعادة كل شبر أرض، ودحر كل قوة غازية ما زالت تحتل أجزاء من الأرض، بما يمهد لعودة الأمان والاستقرار لكل ربوع سورية.
كلمة الموقع – ناصر منذر