الثورة أون لاين – محمود ديبو:
يبدو أن مشكلات تسويق الإنتاج الزراعي على اختلاف محاصيله باتت هي الهاجس الدائم لدى المزارعين، يضاف إليه جملة المتاعب المرتبطة بعملية الإنتاج ما قبل القطاف أو الحصاد..
واليوم، ومع تعالي مناشدات مزارعي التفاح بضرورة تسويق محصولهم من قبل مؤسسة التدخل الإيجابي (السورية للتجارة) وضرورة الإسراع بوضع تسعيرة مناسبة ترفع ثقل الخسارات المتوالية عنهم، ينتظر هؤلاء أن يتم الانتباه إلى مشكلتهم هذه والتي إن لم تحل فإنهم مقدمون على خسارة جديدة لا تقل عن سابقاتها، مع النظر إلى أن عدداً من المزارعين في ريف حمص الغربي أقدموا على قطع أشجارهم بشكل نهائي بعد أن يئسوا من أي حلول قادمة قد تحملها لهم قرارات المعنيين في وزارة الزراعة وغيرها.
ولعل في هذا ما ينذر بخطر كبير يتهدد القطاع الزراعي ككل بعد أن تراكمت المتاعب والمشكلات وأثقلت كواهل العاملين به ودفعتهم بشكل تلقائي للتخلي عن العمل بالزراعة أو الاتجاه نحو محاصيل أقل خسارة من غيرها، ولا نقول مربحة، فقطع أشجار التفاح كان قد سبقه قطع أشجار الحمضيات بعد أن عجزت كل الجهات المعنية عن إيجاد حلول مناسبة لتسويق محصول المزارعين والاستفادة من هذه الثروة الطبيعية التي تتمنى كثير من الدول أن تمتلك ربعها.
كل هذا يشير إلى تفاقم مشكلات القطاع الزراعي ووصولها إلى طرق مسدودة، رغم كل ما قيل وما سيقال وما سيعقد من ورشات عمل ومؤتمرات زراعية تدعي الحرص والاهتمام بهذا القطاع، إن المسألة باتت أكثر من خطر محدق، فالأمر بات على أرض الواقع والخطر دهم وانتهى وبدأت مفاعيله تظهر، لذلك لا بد أن نعترف أن الآليات التقليدية والتي يدار من خلالها القطاع الزراعي باتت بحاجة إلى تغيير، انطلاقاً من كون الزراعة مسألة غير قابلة للمساومة سواء في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد حالياً أم في ظل ظروف السلم والرخاء.
ولعل التجارب السابقة التي ساومت على عدم أولوية الزراعة أثبتت فشلها عندما تم الذهاب إلى أولويات غيرها، إلا أن النتائج كانت قاصرة.