من المعروف أن الأمم المتحدة كأعلى منظمة دولية، يناط بها حفظ السلم والأمن العالميين، والكثير من الوظائف الأخرى التي أيضاً تصب في خدمة الإنسانية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن مع انعقاد الدورة السنوية للمنظمة، هل فقدت بريقها، بل ماذا بقي من الوظيفة التي أنشئت من أجلها؟
وربما يشط بنا السؤال: إلى القول: لماذا تحولت إلى مطية للدول الاستعمارية التي يستقوي بها بحق النقض الفيتو، مضافاً إليه موقف الولايات المتحدة التي حولتها إلى مزرعة تحاول أن تديرها كما لو أنها فناؤها الخلفي، ولم تكن إلا من أجل أن تضفي على القرارات الأميركية العدوانية صفة الشرعية الدولية، وبعد ذلك لايهم ما تقوم به.
ومن يتابع ويرصد القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة بجميع فروعها، من مجلس الأمن إلى غيره يجد أن الإصبع الأميركي كانت وراء القسم الكبير منها، وإن ما لايخدم المصحلة الأميركية، والدول الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني، يبقى حبراً على ورق، بل مجرد قرارات للاستهلاك المحلي وليس العالمي.
المنظمة التي كثر الحديث عن ضرورة إصلاحها يجب أن تعود إلى ممارسة دورها الذي تم على أساسه إنشاؤها، وهو دور نبيل وحقيقي إذا ما تم العمل على تفعيله، ولكن هل للدول الغربية مصلحة بذلك؟
بالتأكيد: لا، ولكن هل يجب على العالم أن يظل رهين التبعية الغربية والمواقف التي تزعزع السلم والأمن العالميين؟ هذه أسئلة ليست وليدة اليوم، ولن يتوقف المجتمع الدولي الحقيقي عن طرحها والعمل للوصول إلى تحقيق خطوات مهما كانت متواضعة، لكنها بدايات من أجل الوصول إلى خطوات أكثر فاعلية، وهذا ما تطرحه سورية الدولة العضو ومن المؤسسين لهذه المنظمة التي لم تكن في يوم من الأيام لتصدر قرارات تخدم قضايا العرب العادلة، ولا حتى القضايا العالمية الأخرى.
من نبض الحدث- ديب علي حسن