ميليشيات “قسد” الإرهابية تستقوي بمشغلها المحتل الأميركي لتصعد انتهاكاتها بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والهدف واضح ومعلن، هو تنفيذ أجندتها الانفصالية بدعم أميركي وأوروبي، والاستهداف الممنهج لقطاع التعليم من قبل تلك الميليشيا العميلة يحمل مخاطر كبيرة تهدد مستقبل أبناء الأهالي، حيث الاستيلاء على المدارس بقوة السلاح، وترهيب الأهالي وحرمان أبنائهم من المتطلبات الأساسية للتعليم يهدف لنشر الجهل والأمية والتخلف، بقصد السيطرة على السكان الأصليين من خلال تجهيلهم.
آلاف المدارس في الحسكة استولت عليها “قسد”، وحولتها إلى سجون، وإلى مقرات عسكرية لمرتزقتها ولقوات الاحتلال الأميركي، فضلاً عن فرضها مناهج تعليمية تروج لنزعتها الانفصالية، بعدما عملت على إيقاف التعليم في المدارس الحكومية بشكل تدريجي، وعمدت إلى تصعيد جرائمها بحق الأهالي لتصميمهم على إرسال أبنائهم للمدارس الحكومية، فمنعت التلاميذ والطلاب من الوصول إلى مدارسهم، واختطفت الكثيرين منهم وزجتهم في صفوف التجنيد الإجباري، وكذلك لجأت لترهيب الكوادر التدريسية والإدارية وفصلهم من العمل، الأمر الذي خلق واقعاً تعليمياً سيئاً، يعاني الأهالي وأبناؤهم من تبعاته رغم كل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لحلّ الصعوبات الناتجة عن استيلاء مرتزقة “قسد” على المدارس واستيعاب كل الطلاب لضمان استمرار التعليم وفق مناهج وزارة التربية.
كلّ الانتهاكات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا العمالة والخيانة، تعزز حقيقة ارتباطها بالمشروع الصهيو-أميركي، وقد أثبتت مجريات وتطورات الحرب الإرهابية أن “قسد” تم إنشاؤها أميركياً لتكون بمثابة الكيان الموازي للمحتل الصهيوني، لاسيما وأن وجودها ارتبط في الأساس مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وكلاهما صنيعة أميركية وصهيونية، ويؤديان دورهما الوظيفي في سياق الحرب الإرهابية وفقاً للمخطط العدواني المعد مسبقاً، وإذا قارنا الجرائم التي ترتكبها هذه الميليشيا بحق قطاع التعليم، مع الجرائم التي سبق وارتكبها إرهابيو “داعش” بحق الأوابد التاريخية، نجد أن كلا التنظيمين الإرهابيين يستهدفان الهوية والذاكرة الوطنية السورية، واستهداف الإرث والمخزون الثقافي والحضاري لسورية هو هدف أميركي وصهيوني بامتياز، ما يثبت مجدداً حقيقة أن مرتزقة “قسد” لا يمتون بأي صلة لأي من مكونات الشعب السوري، وإنما هم مجرد أدوات إرهابية بيد قوات المحتل الأميركي لتنفيذ مشروع التقسيم المعد لسورية.
السوريون لن يغفروا لـ”قسد” جرائمها، فهي لا تختلف عن “النصرة وداعش” سوى بالاسم فقط، وسلسلة الانتهاكات والجرائم الموصوفة التي ترتكبها لن تسعفها بتنفيذ مشروعها الانفصالي، ومشغلها الأميركي يدرك هذه الحقيقة جيداً، ويدرك أيضاً أن الوجود الطارئ لهذه الميليشيا سينتهي فور دحر قواته المحتلة، فهل يعي إرهابيو “قسد” هذه الحقيقة؟.
البقعة الساخنة -ناصر منذر