الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
“قسم” فيلم شاهده جمهور واسطة العقد لمدة ساعة ونصف
يبدأ بالنشيد السوري ويليه نشيد “شآم المجد” أدته مجموعة من الفنانين السوريين وأنجزته نقابة الفنانين، كان ضمن عمل روائي كتبه وأخرجه سامي نوفل، وإشراف زهير رمضان، ويضم كادر العمل فاتن شاهين، فيلدا سمور، وعلي سطوف، وباسل حيدر. بدأ عرضه مساء أمس ويستمر حتى الخميس القادم على مسرح قصر الثقافة بحمص.
قصته عادية أنجزت على نهج باقي الأعمال يلخص أحداث بات جميع الناس يعرفها وخبروها من خلال الحرب السورية وأجمل جملة قيلت فيه على لسان البطل باسل حيدر “كنت مفكر الدم أصعب شيء يمكن أن نراه لكنَّ أشلاء الحرب أصعب بكثير من الدم”، بينما ينزف وسط دمار يحيط حوله واعتمد النوفل على سرد لشخصيات تاريخية ضمن وقائع الحرب أخذ منها نتفاً وأجمل اللقطات تلخص كل الأحداث المؤثرات الصوتية أغنية “سورية ياحبيبتي” بصوت الثلاثي نجاح سلام ومحمد جمام ومحمد سلمان.
استخدم المخرج كاميرا نظيفة متقنة حركتها تنساب في البدائية وسط الجرود والأبنية لتلتقط صوراً معبرة عن جمال المكان، وتعود لتسير بطيئة مترافقة مع خطوات كادر العمل وترتفع اللقطات بالكاميرا الطائرة بين رؤوس الجبال بحركات جميلة تتسلل بينها أثناء عرض مشاهد مؤثرة للتخفيف من حدة الحدث، واستطاعت عرض مشاهد من أماكن لا يستطيع المصورون التقاطها، فيما تعود بسرعة في لقطة أخرى متحركة تدور حول الشخصيات بأسلوب دائري وكأنها تشارك الحديث مع كادر العمل، وتنحدر من رؤوس الجبال وتسير وسط الأبنية والعقارات مسلطة الضوء على الدمار لأحداث قاسية مرت على جميع شرائح المجتمع، وسط مشاهد التقطت تارة لمواقع طبيعية خارج نطاق الاستوديو أثناء المعارك وتعود للغرف المغلقة أثناء المنولوج الداخلي للشخصيات والعمليات الجراحية.
نجح الكادر الفني في اختيار الملابس المناسبة شملت كافة أجزاء العمل بأدوات ومواد مكياج ظهرت حسب طبيعة المشاهد في إظهار الدماء تسيل والندب والجروح والخدوش تحفر وجوه الممثلين، وما تفرضه ظروف الحرب القاسية فتبدو على الملابس والأحذية من تراب، وأهم المشاهد تدمير حجر أوغاريت بالكتابة المسمارية يظهر محطماً يحمل أجزاءه الممثلون الواحد تلو الآخر ويعيدونه بمجسم مصنوع من مادة “استريوبول” وتظهر أخطاء الممثلين خلال اللقطات يحملون قطعة بتلك يديهم بخفة وسهولة ويسر ودون عناء.
اعتلى مؤلف ومخرج العمل سامي نوفل ابن مدينة حمص خشبة المسرح وتحدث لجمهور الحضور أن العمل يحمل تعابير كثيرة، لافتاً أنَّه تم توزيع نشيد الجمهورية العربية السورية بشكل جديد سيعتمد اعتباراً من مطلع العام القادم فالسيناريو كتبه وسيم العلي وبطولة باسل حيدر، منوهاً أن أول وقوف له على خشبة مسرح قصر الثقافة كان صيف 2003 متابعاً تدريباته، وقد تغيرت حياته الآن ويعود ليقف لتقديم فيلمه الروائي الأول.
كما تحدث في تصريح للإعلاميين أنه قدم عمل “فنتازيا” يوثق حالة قد تصادف أي شخص تعرض لها ويضطر في لحظة الاتكاء على موروثة وذاكرته للخروج من مأزق أحاط به مشيراً أنَّه طرح ما أصاب المجتمع خلال عشر سنوات حرب والعمل لا يعتمد على الذائقة العامة حتى لا يكون مسلسلاً شعبياً.
أما الفنان باسل حيدر فتحدث أنَّ العمل يقدم فكرة عن وجود شخصيات تستحق البقاء في الذاكرة منوهاً إلى مدى خوفه من الجمهور الحمصي فقد خبره أثناء تقديم عروض مهرجان حمص المسرحي.. إنه مثقف يحمل إرثاً تاريخياً، مبيناً أن مخرج الفيلم استطاع مراقبة العمل بدقة، وكان على كادر العمل متابعة توجيهاته، والأخطاء لابد من وجودها لكن من لا يعمل لا يخطئ