تعد التربية الجمالية للطفل من أهم الأمور التي يجب على الأهل والمحيط والمجتمع بشكل عام غرس بذورها في الأطفال من نعومة أظفارهم، لما لها من تجميل نفوسهم وسلوكهم وجعلهم أكثر قدرة على استقبال القيم النبيلة والأخلاق الحميدة.
فالتربية الجمالية تعنى بتنمية الحس الجمالي عند الأطفال، وهذا الجانب هو مسؤولية الأهل في بداية الأمر، أي قبل أن ينتقل الطفل إلى مقاعد العلم ليصبح تلميذاً، حيث تدخل المدرسة على خط تنمية الحس الجمالي فيه من خلال مجموعة من الأنشطة المتكاملة في دورها وغاياتها والتي يجب أن تجسد مظاهر الإبداع والتذوق الجمالي لكل الظواهر التربوية المتعلقة بالجمال الطبيعي.
إن خلق بيئة جمالية للطفل أو التلميذ من شأنه أن يؤدي إلى سمو روحه ووجدانه وفكره وإبداعه وتفوقه، وهذا بدوره يؤهله إلى استيعاب كل القيم الإنسانية خلال مراحل نموه الفكري والجسدي والزمني.
كثيرة هي مسؤولياتنا كأسرة وكمدرسة من أجل أن نساعد أبناءنا على نسيان ما عانوه خلال سنوات الحرب الماضية، وهذا لن يكون إلا إذا زرعنا في داخلهم بذور الجمال والحس الوجداني في كل ما يشاهدونه حولهم، لأن ذلك من شأنه أن يصقل كل مشاعرهم الوجدانية، فتظهر لديهم مع الأيام متلازمة جمال الروح وجمال الجسد.
فلتكن تربية أبنائنا جمالياً هي هدفنا الأكبر والأسمى خلال المرحلة القادمة، لأننا في أمس الحاجة إلى رؤية أجيال مرهفة الحس والإحساس والوجدان، ترى الجمال في كل ركن من أركان الوطن، أجيال قادرة على صنع واجتراح الجمال من عمق هذا الخراب والقبح الإنساني الذي بات يلفنا من كل جانب.
عين المجتمع – فردوس دياب