بين الأزياء والفن الحديث

تصميم الأزياء فن مدهش ومذهل، ويمكن لمن يمتلك موهبة وخبرة أن يبتكر فيه، كما يبتكر الفنان في مجالات الإبداع الأخرى. وفي كل مناسبة كان الفرنسي الراحل “إيف سان لوران” أحد أشهر مصممي الأزياء في هذا العصر، يصرح بأنه كان يستوحي تصاميمه من لوحات بيكاسو.

والابتكار يشمل القصات والثنيات والشقوق والربطات البارعة، مثلما يشمل رسومات وألوان الزي التي تنتمي إلى كل المدارس الفنية الحديثة، بحيث نستطيع أن نرى بوضوح تأثيرات الحداثة الفنية على أزياء النساء والرجال على حد سواء، فإذا نظرنا إلى لباس فتاة فإننا نرى ذلك الغناء اللوني العام، أو نرى مجموعة من الحركات أو البقع اللونية الصريحة والزاهية والتي تترك في القلب فسحة إعجاب ودهشة، وتذكرنا بلوحات كبار فناني الحداثة التشكيلية العالمية.

والتركيز على الأقمشة التي تتميز بعفوية رسوماتها وألوانها، يمثل الاهتمام الأكبر لدى خبراء الأزياء العالمية بعد أن دخلت التشكيلات التجريدية بألوانها الغنية، في قطع الملابس حيث تبدو الموديلات الحديثة بخطوطها وبألوانها كأنها لوحات فنية تشكيلية مقتطفة من جميع مدارس الفن الحديث، بدءاً بالرسم الواقعي والتعبيري، وصولاً إلى أقصى حالات التجريد اللوني العفوي والتلقائي.

وإذا كانت البنى التشكيلية التجريدية قد لعبت دوراً هاماً في أزياء الأمس، فهي لم تأت بهذه الجرأة التي نجدها في أزياء اليوم، حيث أصبحت تلقائية الألوان وصراحتها عنصر أساسي من عناصر الموضة الحديثة، التي وصلت إلينا من عواصم الموضة والأناقة والفن، ومن أجل تحقيق هذا الحلم أظهروا اهتماماً متزايداً بالأزياء العربية القديمة، واستوحوا من رسوماتها وزخارفها وأشكالها العديد من التصاميم، في خطوات بحثهم عن آفاق جديدة لمستقبل خطوط الموضة العالمية، والارتقاء بها إلى مرتبة الإيحاء.

فالأزياء الحديثة كما تعاملوا معها، تشكل رحلة في ملامح اللباس الشرقي المنسي والمعرض للاندثار، وهي رحلة أيضاً في عوالم ورؤى فنية عالمية حديثة، على أساس أن الرسم الحديث في علاقته الوطيدة بخطوط الموضة كان يحقق مصدر الالهام الفني لديهم، ولاسيما أن رسومات الأقمشة التي كانوا يفضلونها بدت بمثابة تشكيل تجريدي ورسم حديث، استحوذ على إعجاب العديد من كبار الفنانين والنقاد العالميين.

رؤية  -أديب مخزوم

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي