من حق مانويل ماكرون أن يضرب كطفل أوروبي صغير بقدميه أرضية العلاقات مع واشنطن ….فأميركا اليوم قد ترمي بكل تحالفاتها في محرقة المواجهة مع الصين كما تدعي! بحجة التنين الصيني ونيران اقتصاده التي يخاف بايدن أن تحرق وجه الإدارة الأميركية للعالم ..لابد من النجاة برأيه حتى ولو بالصعود على رقبة الحلفاء.
بايدن داس الوجه الفرنسي وليس رقبة باريس فقط ..وسرق صفقة الغواصات من ماكرون بقفازات أسترالية وبضوء الحماية الأميركية لأوروبا.
يصرخ وزير المالية الفرنسي برونو لومير بأن أزمة الغواصات وما حصل في أفغانستان يظهران أنه لم يعد بإمكان الأوروبيين الاعتماد على الولايات المتحدة، لضمان حمايتهم الإستراتيجية كما يدعي بايدن.
تصرخ باريس المتورطة بسياسة واشنطن حتى إراقة الدماء في سورية والمنطقة أن انظروا إلى مظلة الحماية الأميركية المثقوبة وافتحوا العين الأوروبية جيداً بأننا لسنا شركاء واشنطن اليوم نحن أدواتها في المنافسة العالمية.
لم تعد واشنطن قادرة على الإدارة المتوحشة للعالم هي اليوم منافس في الأسواق الاقتصادية والعسكرية تبيع بضائعها السياسية بأرخص الأثمان وتضع حلفاءها في سوق النخاسة.
فإذا كان هذا حال فرنسا والأوروبيين فكيف سيكون حال أدواتها الانفصالية في سورية ..الغريب وبعد ماحصل ويحصل من ارتجاج في السلوك الأميركي تجاه الحلفاء لايزال هناك من يرسل من الانفصاليين في شرق الفرات رسائل مطمئنة للرؤوس الفارغة …ليس بالوعود الأميركية للأكراد بل بالتخمينات بأن واشنطن لن تنسحب قريباً !!! هناك من يربط نفسه بحبل بقاء الاحتلال الأميركي وينسى أنه حتى باريس كانت مخلباً من مخالب واشنطن باتت بين أنيابها فكيف بما يسمى مجموعات قسد الانفصالية التي ربما تكون عوداً لتنظيف أسنان بايدن السياسية أو قماشة لمسح الهزيمة عن الحذاء الأميركي في انسحابه وطرده المرتقب من سورية.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي