ونحن على موعد مع المؤتمر العام السابع لاتحاد الصحفيين في السادس عشر من تشرين أول القادم ثمة تأملات تستوقفنا في مشهد الاستعداد للمؤتمر والنشاط الانتخابي وما نسمعه ونتابعه من وقائع ، منها ما هو ايجابي ويعكس حالة وعي وحرص لدى الزملاء المرشحين والناخبين لجعل هذه المناسبة رسالة و صورة لائقة عن استمرار الحياة الديمقراطية رغم كلّ التحديات والحرب العدوانية وتداعياتها على سورية . وبالمقابل تعكس بعض تفاصيل المشهد أيضاً كمن يريد قطف الثمار قبل أن يزرع الأشجار.
فرغم مسيرة الاتحاد الطويلة والمشاركة المتكررة لبعضنا في انتخابات كثيرة وليس انتخابات الصحفيين فقط ، فإننا ما زلنا نتحدث عن ذات الأمور، والتحديات التي تترافق مع أي انتخابات هي ذاتها، وكأنها باتت موروثاً ثقافياً متأصلاً واللافت في الأمر أن بعضنا يرمي بكرة الإشكالات التي ترافق الانتخابات إلى مرمى غيره ، ويتحدث عن معايير الانتخاب ومواصفات المرشح المطلوب واختيار الأكثر كفاءة وقدرة على تلبية متطلبات الزملاء وتطوير العمل ، لكن الممارسة في العملية الانتخابية تكون مختلفة لدى بعضنا ، ونتسابق للوصول إلى صوت الزميل الناخب وليس ثقته وقناعته وخياره الصحيح ، والوصول إلى رصيد انتخابي وليس الوصول إلى رؤية موحدة وإرادة مشتركة تستند إلى ثقافة انتخابية هي الضامن لمستقبل أفضل للعمل .
فقبل أن نتحدث عن تشريعات وقوانين ومستوى الأداء والرؤى التي تحقق لنا ما نطمح إليه، علينا أن نقر أننا بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الانتخابات و فكرة أن الانتخاب ليس مجرد صوت ندلي به يوم الانتخاب بل هو التأسيس لقاعدة عمل توفر البيئة الملائمة للعمل وهنا الأمر يتمثل بانتخاب المجلس المركزي للاتحاد فهو القادر على ضبط آليات العمل والخطط والقرارات التي تؤثر أولاً وأخيراً في تحقيق الممكن أضعف الإيمان ، وكلّما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثير قوي كلّما أكد هذا التأثير أن التأسيس سيكون متيناً كما هو الحال بالنسبة لأي بناء طابقي فالأصل ليس بعدد الطوابق وإنما بالأساسات المتينة .
واليوم مع اقتراب موعد المؤتمر العام السابع لاتحاد الصحفيين ، فإن المناسبة تقتضي أن يكون أحد العناوين الكبيرة أيضاً أننا نحتاج إلى مراجعة حقيقية لدور الإعلام والتطورات التي وصل إليها على مستوى العالم حتى تكون بيئة العمل مناسبة لمواجهة التحديات التي تواجهنا . و بحاجة أيضاً إلى أن نمدّ الجسور مع أصحاب القرار وتعزيز علاقات التعاون والدعم الحقيقي وصولاً إلى ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد بأن أي نجاح للإعلام تكون الحكومة جزءاً منه ، وأيضاً أي فشل للإعلام تكون أيضاً مسؤولة عنه . وهنا لدينا أمثلة كثيرة على أن بعض أشكال التعامل مع اتحاد الصحفيين من قبل الحكومات المتعاقبة كانت عامل إعاقة بدل أن تكون عامل دعم للإعلام والإعلاميين .وأبرز مثال أن جميع المراسلات والمذكرات والاقتراحات التي تقدم بها اتحاد الصحفيين لرؤساء الحكومات ذيلت بعبارة (للتريث) ، وكان الاتحاد يريد جواباً محدداً من رئاسة الحكومة يبين بوضوح الموافقة من عدمها لكن دون جدوى ، ويبقى أن نؤكد على أهمية الرؤية المشتركة لنا جميعاً بأن أصل الحكاية في عملية الانتخابات هي الناخب لأن الانتخابات هي اختبار للناخب وخياراته وثقافته قبل المرشح ، فكيف عندما يكون عضو المؤتمر ناخباً ومرشحاً في الوقت نفسه.
الكنز- يونس خلف