تصاعد وارتفاع جنوني في الأسعار سواء في المواد والسلع الأساسية الضرورية أوغيرها ، لم يبق شيء بعيداً عن موجة فجور الأسعار في ظل تدني كبير جداً في القوة الشرائية للناس خاصة أصحاب الدخل المحدود الذين يضربون أخماسهم بأسداسهم فيكون الناتج تحت الصفر …!
كلّ يوم أسعار جديدة وأعباء ثقيلة وهموم وآلام حياتية يومية يستيقظ المواطن على ضجيجها وتداعياتها وهو المثقل بالمتاعب، فعدا عن جنون أسعار الخضار والفواكه والسمون والزيوت والسكر والأرز ومستلزمات المدارس والجامعات وحتى تأمين لقمة العيش اليومية ،وفي هذه الظروف القاسية والمريرة معيشياً تطالعنا بعض الجهات الخدمية والحكومية بزيادة أسعار خدماتها التي لم يمض على رفعها وقتاً طويلاً ، فمثلاً هناك زيادة في أسعار الاتصالات الخلوية وربما الثابتة أيضاً وفرض زيادة ضرائب ورسوم في فواتير الكهرباء والمياه والهاتف، وكذلك تأمين السيارات الإلزامي منها والشامل وغيره ،وإنشاء صناديق تحتاج إلى إيرادات كان للناس (الغلابى) أصحاب الدخل المحدود والطبقة الفقيرة الحصة الأكبر في تأمينها ودفعها …!
ومنذ أيام قليلة ارتفع سعر طن الاسمنت بنسبة لابأس بها بزيادة أكثر من 40 ألف للطن ،وكان قد سبقه ذلك أكثر من زيادة خلال فترة قصيرة هذا السعر الرسمي ، فما بالك في السوق السوداء …!؟
كذلك ارتفعت أسعار السكر والأرز والشاي سواء المدعومة على البطاقة الذكية أو الحر وحتى المياه المعدنية طالها هذا الجنون .
إذا كانت أسعار جميع السلع والمواد وما يحتاجه المرء في حياته اليومية والخدمات التي تقدّم له من قبل الحكومة بحاجة إلى زيادة نتيجة زيادة التكاليف والمواد المصنعة لها ، وهذا ما يتسابق المعنيون وعلى رأسهم الحكومة ، والتجار ورجال الأعمال في تقديمه كمبرر وقد يكون صحيحاً إلى حدّ ما ،فلماذا لا يتم رفع الرواتب والأجور التي لم تعد تكفي أسبوعاً…؟!
ولماذا يتزاحم أصحاب القرار في السلطة التنفيذية على تقديم وشرح المسوغات غير المقنعة في عدم إمكانية زيادتها ؟!
ثم يتساءل المواطن : أين تذهب زيادة أسعار المحروقات بجميع أصنافها والمواد الأخرى التي ذكرناها آنفاً ؟! أليس من المفروض أن تنعكس على هذا المواطن …؟! حتى الخدمات التي يتحدثون عنها سواء في القطاع العام أو الخاص والمشترك فهي دون المستوى اللائق …!
هناك شيء غير معقول تشارك جميع القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية حكومية أو غيرها في ترسيخه وتثبيته حتى أوجدت حالة من الخلل الكبير والهوة العميقة بين الدخل والاستهلاك الضروري وليس من ضمنه الترفيه ، والسؤال إلى أين ؟!كلّ شيء ارتفع سعره وقابل للارتفاع الا الرواتب والأجور فالأعذار والمبررات جاهزة …عجباً …!
حديث الناس- هزاع عساف