وإن كان الموسم السياحي لهذا العام يبدو في أواخره هذه الأيام، لكن الاحتفالية باليوم العالمي للسياحة أمس كان لابد لها من أن تثير شجون السياحة في بلادنا وبالأخص منها الداخلية .
فالمطلع على واقع السياحة في بعض البلدان المجاورة حتماً ستتملكه الغيرة على وطنه الذي يحظى بمقومات فريدة من نوعها للجذب السياحي من جهة المناخ المعتدل وجمال الطبيعة الأخاذ وامتلاك الآثار والحضارة الضاربة في القدم، إضافة إلى المقومات الاجتماعية والدينية، وفي الوقت نفسه يفتقر للعناصر الأخرى اللازمة لتنشيط السياحة من ناحية استثمار هذه المقومات بالشكل المناسب وتوفير الخدمات اللائقة والترويج لتلك العناصر الجاذبة للسياح.
يدرك المعنيون أن السياحة الداخلية وبرغم عودة أجواء الأمن والأمان إلى معظم المناطق السورية لا تزال محدودة ومقتصرة على ذوي الإمكانات المادية المرتفعة نوعاً ما ، القادرين على دفع التكاليف الباهظة المفروضة لقاء إشغال المنشآت السياحية، فيما يحرم من التمتع بها ذوو الدخل المحدود و التي أصبحت بالنسبة لهم حلماً صعب المنال.
أما السياحة الشعبية التي يفترض أن تكون بمتناول الشريحة الأوسع من المواطنين غير القادرين على ارتياد تلك المقاصد فأصبحت هي الأخرى مرتفعة التكاليف لكثرة الإقبال عليها ودأب القائمين عليها على تقاضي أجور زائدة لقاء التمتع بالجلوس فيها كما هو الحال في الشواطئ المفتوحة في اللاذقية التي افتتحتها وزارة السياحة لتكون بمتناول الشريحة الشعبية من المواطنين أو حال المطاعم والمنتزهات في الربوة والزبداني وغيرها. هذا فضلاً عن عدم توافر الخدمات المناسبة التي لا غنى عنها للسائح من بنى تحتية وطرقات وكهرباء ووسائل نقل واستراحات طرقية تحظى بمتابعة مستمرة من ناحية العناية بالنظافة وغيرها.
معلوم أن بلادنا غنية بالمقومات السياحية من جبال ووديان وغابات وبحار إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الذي تستحق سواء من ناحية العناية بما هو قائم حالياً من منشآت حتى على مستوى المنتزهات والحدائق العامة أو فيما يتعلق بإحداث منشآت جديدة في مناطق تتمتع بطبيعة جميلة خلابة ولا تزال بكراً من حيث الاهتمام الحكومي والتي تشكل أرضية مناسبة للتوسع في الاستثمار السياحي واستقطاب السياح بكل فئاتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية السياحة الداخلية والشعبية في توفير فرص عمل جديدة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية وتخفيف العبء الملقى على كاهل الدولة.
حديث الناس -هنادة سمير