المتابع لما حدث ويحدث في المنطقة الجنوبية وتحديداً في درعا وريفها من تسويات ومصالحات تم خلالها تسوية أوضاع من حمل السلاح والمتخلفين عن خدمة العلم وإعادة الحياة الطبيعية إلى هذه المنطقة العزيزة على قلوب كل السوريين يدرك حرص القيادة السورية على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من الأراضي السورية وإعطاء الأولوية للمصالحات والتسويات حقنا لدماء السوريين وجنود الجيش العربي السوري وذلك استراتيجية نفذت في معظم المناطق التي تم إعادتها إلى حضن الدولة وإعادة الخدمات والحياة الاجتماعية لها.
بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة الجنوبية العيون ترنو إلى إدلب التي تعيث فيها التنظيمات الإرهابية قتلاً وإجراماً بدعم من نظام أردوغان الإخواني الذي نقض كل التعهدات التي التزم بها خلال اجتماعات سوتشي وآستانا، وقد وصل الاستهتار والخديعة التي يتبعها المجرم أردوغان إلى درجة لم تعد تحتمل من قبل الشعب السوري والدول الضامنة نتيجة التصعيد الإرهابي اليومي، وبات من الضروري إيصال رسالة إلى نظام أردوغان وإرهابييه تؤكد أن تطهير هذه المنطقة بات أولوية، وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد بالقول إن سورية ستواصل معركتها ضد الإرهاب حتى تطهير كل أراضيها، وهذا واجب وحق غير قابل للنقاش أو المساومة، في حين صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول يجب القضاء على البؤرة الإرهابية الموجودة في إدلب في حين قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن استمرار الوجود الإرهابي في إدلب أمر خطير وغير مقبول ما يعني أنه من الناحية السياسية هناك إصرار من القيادة السورية والأصدقاء الروس على اجتثاث الإرهاب من إدلب وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المحافظة الغالية.
ومايؤكد هذا الإصرار على قرب تطهير إدلب الوضع الميداني حيث يقوم الطيران الحربي السوري والروسي باستهداف مراكز وتجمعات الإرهابيين في ريف حلب وإدلب ويكبدها خسائر فادحة وذلك رداً على التصعيد الإرهابي الذي تقوم به هذه التنظيمات المأجورة بدعم من نظام أردوغان الإرهابي كما أن الجيش العربي السوري على أتم الاستعداد لخوض معركة إدلب مع إعطاء الأولوية للمصالحات والتسويات حقناً للدماء، وبالتالي فإن كافة المعطيات تؤكد أن إدلب وريفها وكامل المنطقة التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين باتت الهدف المنشود لتطهيرها.
خداع وتضليل الإخواني أردوغان وتملصه من جميع تعهداته السابقة وإبقاء المنطقة في حالة من التوتر والتصعيد تؤكد أنه من غير المتوقع أن تسفر محادثات بوتين أردوغان التي تعقد اليوم وتدور في أحد محاورها عن الوضع في إدلب عن نتائج تلبي طموحات الشعب السوري وذلك لفقدان الثقة بنظام أردوغان وتعهداته وفي هذه الحالة سنكون أمام الحسم العسكري إذا بقي النظام التركي يدور في دائرة الخداع والمراوغة، وهذا الأمر تقرره القيادة السورية بالتنسيق مع الأصدقاء والشركاء وأعتقد أن تطهير إدلب بات قريباً.
حدث وتعليق- محرز العلي