الثورة أون لاين- سلوى إسماعيل الديب:
منحوتات ولوحات تحمل أصالة الماضي وهمس الحاضر، عندما تراها تداعب روحك وتدغدغ مشاعرك لتثير رغبتك برؤية المزيد من الجمال، إنها عصارة فكر وإبداع ريشة وأنامل الفنان النحات رزق الله حلاق السحرية ، ضمن فعالية لمسات سورية4 ضمن معرض فني فردي في حمص القديمة في مكتبة ” روبرت سكاف” في الكنيسة الإنجيلية المشيخية.
تناغمت لوحاته من حيث الحجوم والقياسات وتنوعت، تطرقت للعديد من المواضيع الإنسانية،حيث روى لنا كل عمل حكاية إنسانية سورية، وتناول أحداثاً حدثت أو يمكن أن تحدث، ولكن دون سرد قصصي..
فكان محور المعرض الإنسان ليؤكد الفنان الحلاق العلاقة المتينة بينه وبين أعماله الفنية، تفرد بأسلوبه وبعده عن الأسلوب التقليدي “الكلاسيكي” فسطوح لوحاته مكسَّرة كرس من خلالها إبداعه وفكره الواقعي،أما منحوتاته فحملت الكثير من الرمزية المفرطة والأفكار لتخدم موضوعاته الإنسانية.
حدثنا الفنان حلاق عن تجربته الفنية المتميزة ، قائلاً: ضم معرض “أثر” 44 عملا فنياً بين لوحة ومنحوتة، وقد استخدمت تقنيات مختلفة في الرسم هي الألوان الزيتية والباستيل والفحم لكن اللوحات الزيتية هي الطاغية.
استخدمت خانات مُكسرة للرسم عليها صنعتها خصيصاً ، لأنني لا أحب الرسم على سطح تقليدي، كما أنني قدمت لوحات فيها أجزاء منحوتات وغالبها مرسوم وملون ، بالإضافة لمنحوتات بارزة فيها أجزاء ملونة ، فدمجت الرسم والنحت معاً.
وتحدث عن المنحوتات: تنوعت منحوتاتي في التقنية والموضوع فمنها الجصية والخشبية والرملية وهذه التقنية خاصة للغاية قد بحثت فيها كثيراً، حتى توصلت إلى منحوتة من الرمل ( عن طريق عجينة الرمل) وباللون الطبيعي، وهي مرضية للغاية .
ولا تخلو المنحوتات من دمج عدة تقنيات مع بعضها مثل الرمل مع الحديد مع الخشب ، والخشب والجص مع الألوان الزيتية.
وأضاف عن الرموز المستخدمة في أعماله: استخدمت الكثير من الرموز الخاصة بأسلوبي الفني ، فكل رمز يحمل معنى خاصا في موقعه يخدم فكرة العمل الفني مثل “السمكة ، القفل ، المفتاح ، التفاحة ، الصبارة ….”
علماً أنني لا أنتمي للمدرسة الرمزية وإنما هي فقط عناصر فنية، توصلت لها من خلال بحثي الفني الطويل بعيداً عن المدارس الفنية الأوروبية التي بات الكثير من المختصين وغير المختصين يتشدقون بتصنيف الفنانين التشكيلين فيها، وأنا كفنان تشكيلي رسام ونحات ، أرفض أي تصنيف من هذا القبيل، فنخن نخوض الآن تجارب تشكيلية متطورة جداً ومعاصرة دون أي قيود .
وبسؤاله عن وجود الأنثى بلوحاته بغزارة ، وطغيان الرجل على المنحوتات قال: لا أستطيع التحديد إن كانت الأنثى مناسبة لموضوعاتي أكثر أم الرجل ، فأنا بحاجة لكائن بشري بثنائيته الرائعة المتكاملة “الأنثى والرجل”، لإنتاج العمل الفني فكلاهما قالب غني ومهم في تجسيد موضوعاتي، واختياري لأحدهما في تنفيذ العمل الفني متوقف على فكرة العمل.
وعن طغيان اللون الأصفر على لوحاته قال: ربما رأيت في اللون الأصفر اللون الملكي ولون الخلود الذي زينت به لوحات ملكية كثيرة في الحضارات القديمة كما زين لوحات الأيقونات المقدسة على مر التاريخ ، أرى فيه لون الحياة ولون الشمس ولون الأمل وهو لون الذهب أيضاً.