الثورة أون لاين – حسين صقر:
في مرحلة العشرين من العمر وما دون، غالباً ما يميل الشباب والمراهقون، ولاسيما في المدارس إلى تقليد الآخرين، ومن بين هؤلاء زملاؤهم في الصف أو في المدرسة أو حتى أهلهم، ويكثر تقليدهم لمعظم العادات.
والعادات السيئة عند البعض كثيرة، ومنها التدخين، الذي يقلده هؤلاء بشكل أعمى غير مدركين المخاطر الحقيقية التي تترتب عنه، حيث يلتقط المراهق هذه العادة السلبية ، لكن سرعان ماتظهر تلك المخاطر مع مرور السنوات دون أن يشعر، كالأمراض القلبية أو التنفسية، ومشكلات أخرى كالإدمان على الكحول وصولاً لتعاطي المخدرات.
ولهذا لابد من البحث عن كيفية مساعدة المراهق لإقلاعه عن التدخين، ومعرفة دور الأهل والمدرسة في تقليص عواقبه وعدم الوقوع في شباك تلك العادة المضرّة.
“الثورة” التقت مع مجموعة من الأساتذة والمدرسين في بعض المدارس، وأكد هؤلاء أنه كل يوم تنضمّ مجموعة من الشباب والمراهقين وحتى الأطفال ممن هم في سن الثانية عشر أو أقل إلى عادة التدخين في إطار المغريات والتجربة بصحبة رفاق السوء ، حيث يلتقط المراهق لفافته الأولى في عمر مبكر، ظاناً من وراء ذلك أنه يكتشف نفسه ويحقق ذاته ورجولته.
وفي هذا السياق يقول المدرس محمد جمال الدين: يكون التدخين في أغلب الأحيان حالة عابرة عند المراهق، ولكن سرعان ما يحوله رفاق السوء، أو ممن أكبر سناً من هذا الولد أو ذاك إلى عادة سيئة، ليصبح بعد ذلك خطراً على صحته، حيث يغدو هذا الطفل مدخناً نظامياً، وأضاف يصبح التدخين عادة أساسية في حياته كالشرب والأكل.
بدورها قالت راقية خلف و هي موجهة في الحلقة الثانية: أحياناً يكون السبب الرئيسي الذي يدفع الكثير من المراهقين للتدخين حب الاستطلاع، ولكنّ هناك أسباباً كثيرة يمكن أن تكون وراء تلك الآفة، موضحة أن المدرسة التحليلية الفرويدية فسرت العلاقة بين التدخين والفطام، وقالت: كلّما كان الفطام «سريعاً وقاسياً، بدون تحضير الطفل الصغير»، زادت نسبة التعلق بالتدخين أو بـ«اللذة الفموية»، فضلاً عن موضوع الفضول الذي يدفع الطفل لمعرفة ماهية لفافة التبغ وما وراءها.
وأضافت خلف على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم، مخاطبة إياهم: لا تنتظروا من الطفل أن يبتعد عن التدخين إذا كان يراكم تدخنون أمامه.
ونوهت أنه يمكن للأهل أن يشرحوا لأطفالهم الذين يتبعون تلك العادة السيئة أضرار مادة النيكوتين والمشكلات الفيزيولوجية التي تسببها، وأخطار الإدمان، وأن المدخن سوف يصبح سريع التوتر خصوصاً إذا حُرم من التدخين لسبب أو لآخر.
من ناحيته اقترح سليمان أبو الهدى وبهدف القضاء على ظاهرة التدخين في المدارس أن تقوم إدارات المدارس بعمل مجلات حائطية أو إلكترونية أو عبر شاشات عرض، تتحدث عبرها عن أضرار التدخين ووضع صور مرافقة عن حالات الإصابة نتيجة الإدمان و تركز على صحة الأبدان والعقول، مع التركيز على محاربة الظواهر السلبية الضارة بالصحة، وعلى رأسها ظاهرة التدخين، وذلك بالإضافة لقيام تعاون وثيق بين القائمين على العملية التعليمية من أجل التعرف إلى جذور هذه الظاهرة، والوسائل المناسبة للتخلص منها، لأن مثل هذه المشكلة تحتاج إلى تضافر جهود إدارة المدرسة وأولياء الأمور بكل صبر وأناة وتكاتف.
واشار إلى ضرورة تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين بالنسبة لهذه القضية بالذات، وذلك عن طريق مناقشتها بكل صراحة ووضوح، مع تأكيد ضرورة تعاون أولياء الأمور مع المعلمين وإدارة المدرسة، لعلاج تفشي هذه الظاهرة بين الطلبة، وذلك عن طريق إرشاد الأبناء وتوجيههم إلى مخاطرها، حتى لو كان بعض الآباء يمارسونها فعلاً، حيث عليهم التوضيح لأبنائهم بضرورة عدم تكرار الخطأ الذي وقع فيه آباؤهم من قبل.
وعن كيفية منع التدخين في المدارس قال المرشد الاجتماعي فريد الجزر نتخذ مجموعة إجراءات لمنع ظاهرة التدخين كالتركيز من خلال الكلمات الصباحية في المدارس ومن وقت لآخر، على الجوانب السلبية لظاهرة التدخين وتأثيرها على صحة الأبدان والعقول والأنفس ونقص الأموال، بالإضافة لتشكيل لجان طلابية لمكافحة التدخين وتبيان مضاره، وذلك على غرار لجان الصحة والنظافة والرحلات والثقافة وغيرها، بحيث يكون هدفها جمع المقالات والصور من الصحف والمجلات وشبكة الانترنت والكتب، وعمل الأبحاث العلمية والعمل على إلقائها في الكلمات الصباحية أمام الطلبة.
وأوضح يقوم المرشد النفسي بدور فاعل عن طريق عقد اللقاءات المتتالية مع كل طالب يتعاطى التدخين، لمعرفة الظروف التي دفعته لممارسة هذه العادة، مع وضع الحلول المناسبة للإقلاع عنها، بشرط ألا يكون المرشد نفسه من المدخنين.
في وقت تقوم فيه إدارة المدرسة بتوزيع شهادات التقدير على الطلبة الذين يسهمون في حملات مكافحة التدخين والتوعية الصحية ضد العادات الضارة، وعلى رأسها عادة التدخين، حتى يكونوا القدوة لغيرهم بالابتعاد عن هذه الظاهرة غير المرغوبة، في وقت يجب أن يكون فيه المعلمون وكما هو لازم القدوة والمثل الأعلى للطلاب، بإقلاعهم تماماً عن التدخين ومحاربتهم بإخلاص لهذه
الظاهرة الخطيرة التي تقض مضاجع أبناء المجتمع كافة.