الثورة أون لاين – دينا الحمد:
كانت حرب تشرين التحريرية، التي نحتفل بذكراها اليوم، نقطة تحول استراتيجي في الصراع العربي الإسرائيلي، فبفضل انتصارات الجيشين العربيين (السوري والمصري) على جبهتي الجولان وسيناء تحول الكيان الإسرائيلي، الذي دعمه الغرب بكل أسباب القوة العسكرية والاقتصادية، إلى قوة مهزومة مهلهلة، وبات بنظر حتى مستوطنيه ومشغليه كحلف الأطلسي أوهن من بيت العنكبوت.
ففي هذه الحرب المظفرة تمكن السوريون والعرب من طي أسطورة الصهاينة بأن جيشهم لا يقهر ولا يهزم، وكان الميدان هو الفيصل النهائي حين رسم الجيش العربي السوري البطل بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد صورة ناصعة لإرادة مقاتلنا وعزيمة أمتنا، فانتصر في تلك الحرب المجيدة على القوة الإسرائيلية العمياء ومن يقف خلفها في الغرب الاستعماري، وحرر الأرض، وحطم غرور العدو وأكاذيب قوته المزعومة، وذهبت غطرسته إلى أدراج النسيان حين بدا عاجزاً عن القيام بأي فعل ينقذه ومنكسراً أمام مستوطنيه وداعميه ومشغليه، وكذا كان الحال على الجبهة المصرية حين حطم الأشقاء المصريون خط بارليف وعبروا القناة وحرروا الأرض من الاحتلال البغيض.
لقد أحدثت سورية والعرب في تلك الحرب المجيدة انقلاباً جذرياً في الخارطة السياسية للمنطقة بعد أن حطمت جيوشهم أساطير الكيان الإسرائيلي العسكرية، ولأنها مثلت بكل ما أفرزته من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية وجيو استراتيجية تحولاً كبيراً في مجرى الصراع والأحداث في المنطقة والعالم، فإنها وقعت كالصاعقة على العدو الصهيوني الذي راح يبحث عن مخارج لهزيمته ونكسته وورطته.
اليوم يدور الزمن فيحاول الكيان الإسرائيلي تعويض خسائره في حرب تشرين التحريرية، فيكرر عدوانه على سورية عله يخرجها من معادلة الصراع في المنطقة، ويجند التنظيمات الإرهابية المتطرفة ومن خلفه أميركا والغرب وتركيا وأدواتهم في المنطقة لتقسيم سورية وإضعافها.
ودور هذا الكيان الغاصب في الحرب العدوانية الإرهابية والحصائر الجائر على سورية لا يخفى على أحد، وأهدافه ظهرت للقاصي والداني منذ اللحظة الأولى للحرب على سورية، فعمل ما بوسعه عبر طائرات عدوانه وعبر إرهابييه لاستهداف المطارات ومواقع الدفاع الجوي خاصة ومواقع الجيش العربي السوري بشكل عام، كما ونسق مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة بشكل مباشر ودعمها بالسلاح والمال والأجهزة المتطورة، وكلنا يذكر آلاف الصور عن الأسلحة المتنوعة إسرائيلية الصنع التي كان يتم العثور عليها من قبل جيشنا الباسل لدى تحريره أي منطقة من رجس تلك التنظيمات التي كانت تأتمر بأوامر الصهاينة ومشغليهم، وكذلك استقبال هذا الكيان الإرهابيين المصابين في مستشفيات ميدانية أقيمت على الأرض الفلسطينية المحتلة لهذا الغرض، وكذلك عمل هذا الكيان المارق على شن اعتداءات مباشرة على مناطق عدة في محاولة منه لرفع معنويات إرهابييه الذين كانوا يتجرعون الهزيمة في كل معركة مع جيشنا البطل.