بالحقائق والأرقام.. أميركا تنشر الإرهاب والفوضى

الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لأنها أم الإرهاب والراعي الأول له في العالم, لا تستطيع الولايات المتحدة إلا وأن تفضح نفسها وتكشف عن حقيقتها وعن وجهها الإجرامي الذي بات معروفا للقاصي والداني, على الرغم من كل الادعاءات والشعارات الكاذبة المتكررة التي تواصل بكل وقاحة التبجح بها والتلطي خلفها, والتي أصبحت مقيتة ومستفزة, مثل الدفاع عن “حقوق الإنسان”و”مكافحة الإرهاب” أو الالتزام بالمواثيق الأممية واحترامها وغيرها الكثير من الأمور التي هي بعيدة كل البعد عنها.
وهو ما شاهدناه ونشاهده كل يوم من بلطجة وممارسات عدوانية وإجرامية تقوم بها في غير مكان في العالم وبشكل خاص ما تقوم به في سورية وما تمارسه وتتفنن به بحق الشعب السوري بطرق وأشكال متعددة , وآخرها عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها قوات الاحتلال الأميركي بشكل متكرر في الآونة الأخيرة في المناطق التي تحتلها بالتعاون مع ميليشيا “قسد” العميلة التي تأتمر بأمرها, وتخطف خلالها مدنيين أبرياء بحجج وذرائع مختلفة وتقتادهم إلى قواعد احتلالها وتدمر في كثير من الأحيان المنازل التي تقتحمها بعد خطف أصحابها أو اعتقالهم تحت تهديد السلاح.
فخلال الأسابيع الماضية نفذت قوات الاحتلال الأميركي أكثر من عملية إنزال جوي في أرياف دير الزور والحسكة عبر طائرات مروحية نفذته مجموعة من “الكوماندوس” واختطفت مدنيين بالتوازي مع إطلاق نار كثيف على المنازل والأراضي الزراعية, ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين, وما لم تنفذه الولايات المتحدة أكملته ميليشياتها العميلة “قسد” , التي صعدت من جهتها, وبإيعاز من مشغلها الأميركي, ممارساتها الإرهابية وعمليات المداهمة في المناطق التي تحتلها في الجزيرة السورية واختطفت خلالها العشرات من الأهالي والمئات من الشبان في أرياف دير الزور والرقة والحسكة واقتادتهم إلى معسكرات تابعة لها تمهيدا لتجنيدهم في صفوفها.
مما لا شك فيه أن أفعال الولايات المتحدة وما تقوم به على الأرض هو عكس أقوالها وما تدعيه, أفعال تكشف حقيقة نواياها الخبيثة وتفضح زيف ادعاءاتها ونفاق ساستها, ليس هذا فحسب, بل يبدو أنها تخطط للتصعيد أكثر في المنطقة, وهو ما تبينه المعطيات على الأرض, حيث قامت الأيام الماضية وخلال أقل من شهر, بإدخال أكثر من قافلة عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات والمواد اللوجستية عبر معبر الوليد غير الشرعي مع العراق بهدف دعم قواتها الموجودة في قواعدها العسكرية اللا شرعية في الأراضي السورية.
ما قامت قوات الاحتلال الأميركي وتقوم به ليس غريباً, وهي ليست المرة الأولى, لكن اللافت في الأمر أن تلك الممارسات والاعتداءات جاءت هذه المرة بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السادس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد ساعات فقط من تصريحات وخطاب زعيمهم جو بايدن أمام الجمعية العامة, والذي واصل فيه مسلسل النفاق الذي سار عليه أسلافه، إن كان من حيث الادعاء زورا “بمحاربة الإرهاب” و “نشر الديمقراطية والعدالة والسلام” في العالم, أو “تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، واحترام ميثاق الأمم المتحدة”، متعاميا وبكل وقاحة عن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها بلاده وإداراتها المتعاقبة بحق العديد من دول العالم والتي لم تجلب إلا القتل والدمار والخراب أينما حلت, ومتناسيا أيضا بأن بلاده هي الأكثر انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة منذ تشكيلها عام 1945, ليؤكد مرة جديدة بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهده هي استمرار للسياسات والنهج الذي سار عيه أسلافه, والقائمة على العدوان والبلطجة وإرهاب الشعوب واحتلال أراضيها ونهب خيراتها وسلب ثرواتها, والتي أصبحت سمة بارزة تميز السياسة الأميركية.
اللافت أيضاً أن خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن و”تنظيره” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان قد أثار الكثير من السخرية والاستغراب لما حمله من نفاق ورياء وتناقض فاضح بين الأقوال والأفعال, حاله كما هو الحال مع رؤساء الولايات المتحدة السابقين في خطاباتهم المطولة إلى الأمم المتحدة، فحروب واشنطن لم تتوقف يوما, وعدوانها مستمر, على عكس ما قاله وادعاه بايدن بأن “عهد الحروب التي لا هوادة فيها قد انتهى”, وما يحصل في سورية والعراق وضد روسيا والصين شاهد على ذلك, وبحسب معظم الإحصائيات فإن الولايات المتحدة هي من أكثر الدول حروباً وقتلاً ودماراً، وبالأرقام فإن الحروب التي افتعلتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية, تسببت في مقتل أكثر من ثلاثين مليون إنسان حول العالم.
بكل الأحوال, مهما حاولت الولايات المتحدة أن تغير من حقيقتها أو تلمع صورتها المشوهة فإنها لن تفلح, فتاريخها الأسود منذ نشأتها وسجلها الذي يفيض بالهمجية والعدوان وجرائمها المتواصلة كل يوم، تدلل بشكل واضح على تلك الحقيقة وتفضح زيف ادعاءاتها وشعاراتها البراقة, وإذا كانت الإدارة الأميركية جادة حقا بما تدعيه، عليها أن تثبت ذلك وأن تقرن تلك الأقوال بالأفعال, وأن تغير من نهجها وعنجهيتها وغطرستها, وتسلم بحقيقة أن زمن القطبية الأحادية والهيمنة قد ولى إلى غير رجعة, فما نفع كل تلك الخطابات والشعارات إذا كانت لا تزال تعتدي وتحتل أراضي لدول ذات سيادة تحت حجج وذرائع باتت ممجوجة ولا تقنع حتى الأميركيين أنفسهم, وتفرض عقوبات أحادية ضد كل من يعارض سياساتها أو لا يسير في ركبها, وإذا لم تتمكن من تحقيق ذلك, فإن كل ما تقوم به الولايات المتحدة أو تحاول القيام به يبقى ضمن سياق الخديعة والكذب الذي اعتادت عليه, وهو الاحتمال الأرجح والأكيد.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر