لا متمردون

أضرموا نار الحرب في سورية، تآكلت فيها عشر من السنين وقوداً على أنها ثورة ضد النظام القائم.. رغم كل الإغراءات والمال الذي بذل، لم يستطيعوا الحصول على ما دَعَوْهُ (زعيم) متمرد واحد، ليلعب معهم دور الشخصية الشعبية التي تجذب الشارع لها.

كل من انشق بإغوائهم كان من الشخصيات المهلهلة، التي لم يكن لها وقع بين من يحيط بها، عشر من السنين تآكلت فيها العناصر التي خسرت كل شيء، وكسبت بجدارة لقب خائن ليلتصق بها ويحمله أسباطها إرثُ عار لايموت، يُلعنون من الناس على مر الزمن.

هل يمكن لمن يخرّب بلده، ويوصل شعبه إلى ماوصل إليه الشعب السوري، أن يبقى له ذرة من احترام أو قبول؛ بين أعمار من عاش سني الحرب والموت والدمار والخراب. الحرب على سورية ما كانت وليدة العام الذي اشتعلت فيه فقد خُطط لها قبل زمن طال.

الغرب وأميركا يحبون الإرهاب، وضعوه على خارطة المنطقة مذ نفذوا حدث البرجين، أما الشعب السوري فهو يمقت الإرهاب. منذ عام 2001 خطط رامسفيلد وزير الحرب الأميركي لضرب سورية وما يحيط بها لأن قيادة سورية لم تمتثل لهم لتحقق مصالحهم.

أميركا تعتبر دول المنطقة التي لا تقبل الكيان الصهيوني خطراً على مصالحها معادية لها. فبدأت بتحطيم العراق خشية قوته العسكرية، وعلى ذات اللائحة وضعت سورية وليبيا ولبنان والسودان والصومال..ثم ألحقت إيران فهي تعتبرها رأس الحربة المدبب ضدها.

 

الدول التي رُسِمت خرائط ضربها لم يَعْتَدِ أي منها على أميركا.. منذ 2006 وفي ذروة ازدهار الاقتصاد السوري والاجتماعي، بدأت تفاصيل الخطط بجزئياتها تُرْسَمْ للإطاحة بسورية الدولة.. واشتغل إعلام البنتاغون بنشر عدائيته لسورية ودول القائمة (السوداء).

صدرت القائمة للناتو، الهدف واضح لهم وجلي، إنه خلخلة المجتمع السوري والإطاحة بحكومته وتفكيك استقرار البلاد، لتصل إلى حالة الفوضى انتهاء بالدولة الفاشلة. أشعلوا المظاهرات لكنهم لم يحصلوا على النتائج..

التعاون بين أميركا والأتراك وبعض المخذولين من العرب دمّر ليبيا، ونُهب مخزون سلاحها، ليوضع في متناول الإرهابيين الأوغاد في سورية .. كما جندت المخابرات فرقاً أميركية لتدريب الإرهابيين على الأرض السورية، في المناطق المستولى عليها..

وثائق لمعظم ما حدث في سورية والخدعة الكبرى (الكيماوي) التي روج لها الإعلام الأميركي أكدها الكولونيل الطيار الذي حارب في فيتنام طيلة حرب الإرهاب الأميركي عليها ديك ريتشارد بلاك..وهو عضو مجلس الشيوخ السابق، الذي فند ادعاءات أميركا لعله الآن يرغب بتبرئة ذمته أمام الرأي العام كما في الأفلام، غير الهوليودية الشائنة التي تؤسس للعنف الأسري والوطني والقومي. وهو الذي تحدث مستنكراً القرصنة الأميركية في فرض الحصار البحري على سفن دول ذات سيادة، تحت عنوان النظام القائم الذي تفرضه أميركا على أنه النظام الوحيد الذي لايمكن قبول غيره في العالم.

الغاية التي أوصلها ديك للعالم، خلال كشفه الأوراق الأميركية، فيما يخص سياستها الخارجية دلالة على أن أميركا في كل حروبها اعتدت على دول لم تسيء لها ولم تؤذها قط.. لكنها كانت ترغب بالعيش وتحقيق مصالح شعبها بعيداً عن المصالح الأميركية.

أما فيما يخص سورية فهو يعترف أمام الرأي العام الأميركي والعالمي، أن الولايات المتحدة الأميركية أخفقت؛ بل هزمت في سورية.. وأن الشعب السوري يثق بقيادته التي لم تتخلَّ عن التزاماتها تجاهه، في الحفاظ على أرضه وسيادته، بدلالة أنها لم تجد متمرداً واحداً، له حاضنة شعبية لتصنع منه (زعيماً لما دعته بالثورة)..

تلك هي سورية التي أجبرت أعداءها على احترامها، لامتمردون ذوو وزن بالعرف الأميركي، شعبياً أوقيادة ولا جيش.. ما ألزمهم بالاعتراف بالهزيمة. رغم العنف الاقتصادي الذي يمارسونه على شعبها. والنصر التام ليس عنها ببعيد، فما هوإلا صبر ساعة لتهدم مطرقة الجيش بؤر الإرهاب، ومطرقة الشعب رموز الفساد وتنتصر.

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا