مع كل إجراء عدواني جديد تتخذه حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتكشف أكثر فأكثر أهداف الحرب الإرهابية على سورية، ويبدو واضحاً من خلال الانخراط المباشر للكيان الصهيوني في هذه الحرب، والدعم اللا محدود الذي يقدمه للتنظيمات الإرهابية، أن حكومة العدو تعمد إلى استغلال الأوضاع الراهنة لتكريس احتلالها للجولان السوري، وتصعد من محاولاتها الإجرامية الهادفة لفرض قوانينها وولايتها على أهلنا الصامدين هناك، وتصريحات الإرهابي نفتالي بينت بشأن نية كيانه الغاصب الاستمرار باحتلال الجولان إلى ما لا نهاية، إلى جانب إعلانه زيادة عدد المستوطنين الصهاينة في الجولان المحتل توضح أبعاد ” صفقة القرن” – التي مهدت لها الحرب الإرهابية على سورية – إلى خارج حدود القضية الفلسطينية، لتمكين المحتل الصهيوني من التمدد في طول المنطقة وعرضها، وفق ما هو مخطط أميركياً وصهيونياً.
محاولة تكريس الاحتلال الإسرائيلي للجولان، والعمل لاحقاً على محاولة انتزاع اعتراف دولي بشرعنته، هو وهم أميركي قبل أن يكون حلماً صهيونياً، ولاحظنا كيف وظفت الولايات المتحدة كل إمكانياتها خلال مراحل الحرب الإرهابية لمساعدة الكيان الصهيوني على فرض احتلاله للجولان كأمر واقع، ( ترامب أصدر قراراً عدائياً بهذا الشأن قبل نحو عامين ونيف، وأعقبه زيارة البلطجي مايك بومبيو للمستعمرات الصهيونية في الجولان كرسالة دعم واضحة لحكومة نتنياهو آنذاك، فيما أبدى وزير الخارجية الأميركي الحالي أنتوني بلينكن انحياز إدارة بايدن الكامل لحكومة العدو لجهة استمرار احتلالها للجولان بذريعة حماية أمن كيانها الغاصب)، وكل ذلك يشير إلى أبعاد المخطط الصهيو-أميركي لجهة تثبيت الاحتلال الإسرائيلي للجولان، في سياق مواصلة استهداف سورية ومحاولة إضعافها وتقسيمها، كهدف رئيسي من وراء الحرب الإرهابية ضدها.
ممارسات الكيان الصهيوني بحق أهلنا في الجولان المحتل، وإجراءاته العدوانية المتسارعة على الأرض هي بكل تأكيد جزء من مراحل الحرب الإرهابية، التي كشفت أيضاً مدى تواطؤ الأمم المتحدة، وتماهيها مع الأجندات الصهيونية والأميركية، فهي حتى الآن لم تتخذ أي خطوات رادعة لوقف حملات الاستيطان الصهيوني في الجولان، وتغض الطرف عن محاولة سلطات الاحتلال الاستيلاء على مساحة 6000 آلاف دونم من الأراضي الزراعية لإقامة مشروع “التوربينات” ، وكذلك لم تتخذ أي إجراء حازم يضع حداً لانتهاكات وممارسات الاحتلال الصهيوني، ولحملات القمع والاضطهاد والتمييز العنصري بحق أهلنا في الجولان المحتل، الأمر الذي يقوض مصداقيتها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
الإجراءات الاستفزازية التي تتخذها حكومة العدو، والمترافقة مع تصعيد مستمر للإرهاب والعدوان، لن تغير الحقائق، ولا مجرى التاريخ، وسورية لا تنفك تؤكد على الدوام بأن حقها باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم، وهو سيعود لا محالة، ولاسيما أن السوريين عموماً وأهلنا في الجولان المحتل خصوصاً لم يتوقفوا يوماً عن مقاومة الاحتلال، وهم اليوم أكثر تصميماً وعزيمة على الاستمرار في النضال حتى تحرير الجولان المحتل بشكل كامل وعودته إلى حضن الوطن.
البقعة الساخنة – ناصر منذر