الثورة أون لاين:
توفيق أحمد الشاعر والإعلامي ينسج قصيدته من قميص الشوق الذي يعني لون السماء الدمشقية ويعني أديم الأرض التي لا تساوم وعطرها ملء الكون..
في كل نص له نسيج من السبك الذي لا يمكن أن تعرف كيف تفكك عراه الجمالية.
هو ابن الغاب كما ابن دمشق والغوطة وشموخ قاسيون هو لحظة تماه لا تنفصل عن نسيم الشام… من قصائده نقتطف:
هي وردةٌ أخرى..
فشرفتُنا انتهى فيها الحوارُ..
وملّ قوسُ الياسمين من الحنينْ
أنا بانتظارِكِ لا تجيئي..
قد تَعِبْتُ من المجيئِ..
ومن تفاصيل الظنونْ
أنا بانتظارِكِ..
لا أُريدُ وسامَ أسئلةٍ..
تعلّقُهُ الدروبُ على سياج الوقتِ..
فالفوضى تُعيدُ إليّ ترتيبَ المواسمِ والسنينْ
أنا بانتظارك لا تجيئي..
بابُ قلبي مُقْفَلٌ و يداي واهنتانِ..
أرهقني شتاءُ التيهِ فانتظري هناكَ ..
فقد يكون خيارُنا المجنونُ أجملَ ما يكونْ
أنا بانتظارِكِ..
ملّ منّي الحِبرُ , والإسفلتُ, والمتثاقلونَ..
وأرجلُ العجلاتِ, والتبغُ الذي ينداحُ في كل الجهاتِ..
وصوتُ حرّاس المقابر, واحتراقُ الماءِ في باب المدينة..
لا تجيئي إنّهُ الوقتُ الوحيدُ لكي نحدّدَ رحلةً أخرى..
إلى قمرينِ من خمرٍ و تينْ
أنا بانتظارِكِ..
ليس عندي شرفةٌ أخرى..
ولا وقتٌ لأرمي وردةً أخرى..
ولا كُتُبٌ أُطرّزُ في ثناياها حماقاتي القديمةَ..
أين جلجلتي وآخرُ ما يحدّدهُ الجنونْ
أنا لستُ من طينٍ..
ولستُ الآن شيئاً آخر..
ليس الهواءُ العنصرَ المفقودَ في تكوينِ ذاكرتي..
ولا للنارِ عندي موضعٌ..
ليست طقوسُ الكونِ نافذتي إليكِ..
وليس موعدُك الجنونْ
أنا بانتظارِكِ لا تجيئي..
عابرٌ وحدي
سأشربُ من سعالِ سجائري..
وأَمُرُّ مُرْتجّاً كمثلِ دويِّ صافرةٍ..
على عشبِ الأرائك في ثنايا قاسيونْ